ورددت الجبال الصدى > مراجعات رواية ورددت الجبال الصدى > مراجعة راما مروان القاضي

ورددت الجبال الصدى - خالد حسيني, إيهاب عبد الحميد
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
2

بداية، لا أظن أن أي أحد قد قرأ عداء الطائرة الورقية أو ألف شمس ساطعة سيستطيع أن يشعر بنفس المتعة وهو يقرأ هذه الرواية،،

لا أدري هل هي مقارنة ظالمة أم عادلة

ولكن قي العموم لو كنت سأقيم هذه الرواية بدون أدنى مقارنة بأعماله السابقة بكلتا الحالتين لن أقيمها بأعلى من هذا..

بداية، القصة الأولى ومنطلق الأحداث كان حميمية جداً بالنسبة لي، التمست دفئاً وحبّا أخويا غير عادي... كنت متلهفة لأعيش مع هذه العائلة حياةً أطول...

ولكن ما إن انفصلت باري عن عبدالله حتى بدأت الرواية تغوص بتفاصيل وتقارير وتواريخ لا تعد ولا تحصى، ربما بعض الناس تستمتع بهذا الكم من الحشو، ولكن بالنسبة لي فقدت شغف القراءة في العديد من المواضع داخل الرواية ولم أكن أستطيع أن أكوّن عاطفة أو شعور اتجاه أي شخصية وذلك بسبب القفزات بين الزمان والمكان والشخوص، الذي جعلني طوال الرواية أتساءل أين أنا الآن وأنتظر بملل موضع الالتقاء بالحبكة الأصلية.. وهو مالم يحدث بشكل يبرد القلب أو يعطي انطلاقة الرواية حقها..

بعض الأفكار التي لم ترق لي أبدا...

-تقبل نبي لحب سليمان وحدتي له وكأنه شيء يمكن أن يكون طبيعي وتخليه عن حياته من أجله!

-فداحة الحياة التي عاشتها نيلا ولم يكن هناك سبب منطقي واحد يبرر الفجور الذي وصلت له، وخصوصاً مع عائلة دعمتها بكل مرحلة من مراحل حياتها رغم شدة تمردها، وأيضاً مع منحها طفلة صغيرة مفعمة بالنشاط والحب كنت أتمنى أن يكون لهذا قيمةً ما فقد تدمرت عائلة كاملة من أجل أن تعيش نيلا أمومتها المحرومة منها.. ولكن النتيجة كانت محبطة أيضاً.. كانت الاثنتان تشعران بالفقد والعبء أكثر من الحميمية والألفة وجبر الثغرات..

-فكرة أن باري قد قامت بعلاقة مع حبيب أمها السابق فكرة تشعرك بالاشمئزاز بحق! علاقة مقرفة جداً تجعلك تتسائل في أي مستنقع تعيش هاتين الفتاتين!.

-التداخل الشديد مع حضارة الغرب وفقدان الهوية الإسلامية أمر مؤلم بالنسبة لي.

-ربط الفساد والظلم بالإسلام وليس بالشخوص وإظهار التحرر والحرية على شكل التعرّي والانخلاع الأخلاقي.

أما بالنسبة للقصص المتفرعة للشخصيات التي أحاطت بقصة عبدالله وباري.. فهناك بعض القصص التي شعرت بالاستفزاز وأنا اقرأها لأنها دائما ما تنتهي بالطريقة التي لا تتمناها..

مثلاً قصة ادريس، لكم هي قصة واقعية ولكنها تشعرك بالاحباط، أن دائما الأشخاص الطيبين بحق يستسلمون بسرعة والأشخاص المتملقين محبين للمظاهر أكثر إصراراً.. والنتيجة أن النوع الثاني هو من يفعل الخير أكثر من النوع الأول.. أما الفتاة التي تبنتها أمرا، فكنت أتمنى أن أعرف كيف وصلت لأمريكا أكثر لأن قصتها التمست شيئاً في داخلي، وكنت أتمنى لو أرى في عينيها خيبةً ما.. ولكنها كانت متوازنة جداً عند اللقاء بادريس وهذا ما جعلني أشعر أنه مثالي زيادة عن اللزوم..

قصة ماركوس وكيف أنه درس الطب للتجميلي من أجل ثاليا ولكنها ببساطة لم ترضى أبدا أن تصلح وجهها.. وكان هذا أمراً مبالغ فيه، من منا لا يحب أن يتجمّل.. وفي حالتها فالأمر أشبه بالضرورة.. هذا النوع من العناد يثير حنقي وخصوصاً أنها خسرت فرصة أن تكوّن عائلة بسبب هذا التشوّه.

قصة نيلا، تمنيت لو كان فيها بعض المبادئ أو قصة حقيقية عميقة جعلت شخصها يتكون بهذه العجينة الغريبة من التناقضات، لو حرّرتَ قصّتها من تصوّرات نبي ستجدها إنسانة تافهة فارغة ليس لها قيمة، نبي ونظرته لها هي ما جعلتها تعوم على واقعها وتبدو وكأنها أعمق مما هي عليه..

قصة باري، لم أسعد أبدا بها، شعرت أنها تفتقر لأي شيء، قصة عادية روتينية مملة لم تأخذ حقها كقصة البطلة أبدا...

بل كانت بعض القصص الفرعية تفوقها روعة..

قصة عبدالله كانت جداً مقتضبة ومن وجهة نظر ابنته فقط وهذا كان محبط جداً.. كنت أتمنى أن أدخل داخل قلبه وأعرف ما حصل معه منذ افترق عن أخته وحتى هاجر لأمريكا..

بعض القصص كانت مملة إلى حد الجنون ولم تثر فضولي بل كانت عبئاً يجب أن أتخلص منه فكنت أحاول القراءة بأسرع ما لدي كي أنتهي منها..

بالعموم، الرواية لم ترق للمستوى الذي كنت أطوق إليه وقرأتها مجبورة لأنني لست معتادة أن أترك كتابة في منتصفه، كان يجب أن أنهيها لأخفف شعور الذنب في هجران الكتاب...

تمت في تاريخ

11/11/2025

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق