ثلاثية غرناطة > مراجعات رواية ثلاثية غرناطة > مراجعة زينب برجاوي/ميار

ثلاثية غرناطة - رضوى عاشور
تحميل الكتاب

ثلاثية غرناطة

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
0

أكثر من جيل ستواكب، وأكثر من قرن ستكون شاهدا على مروره فيما تقلّب بعقلك وعواطفك ونظرك 500 صفحة من الورق. ورق رواية #ثلاثيّة_غرناطة للكاتبة رضوى عاشور والصادرة عن Dar El Shorouk - دار الشروق.

اللغة في روايتها بطلة من الأبطال. لغة ثقيلة سلسلة. بمفرداتها واستعاراتها وأوصافها، ستغذّي نهمك كقارئ مولع بالمطالعة والكتابة.

قضايا إنسانيّة وتاريخيّة وحقوقيّة ودينية ووطنية متشابكة تدور في فلكها الأحداث، لكأنّك تقرأ التاريخ بلغة الأدب. والمحور الأساس معاناة العرب والمسلمين في غرناطة والبيازين وجوارها من جور القشتاليين وفتوحات التنصير، ليعيش أبطالها اضطهاد لا يُحتمل لجهة منعهم تداول العربية لغة وملابس وأسماء. منع الصيام والصلاة والحجاب والطهور وتحويل المساجد إلى كنائس وفرض رقابة متشدّدة بفتح أبواب المنازل وحتّى اقتناء الكتب، فيعيشون بين إجبارية الرضوخ أو السجن والحرق أو الترحيل.

أبرز الأبطال مريمة وحسن وسليمة ونعيم وعلي. ستعاصر الأجداد والأولاد والأحفاد وأحفاد الأحفاد وحكاية كل منهم، والخيط المشترك اللافت بينهم الكتب التي حجبوها عن الحرق، لتنتهي الرواية بموت الجميع إجمالا إلّا الكتب التي طُمرت ككنز عن جريمة الحرق في مشهد تصفه الكاتبة بأدق التفاصيل: "تلتهم النار الكتب، تفحّم أطرافها، تجفّف أوراقها/ تلتف الورقة حول نفسها كأنّما تدرأ النار عنها ولا جدوى، فالنار تصيب وتأكل وتلتهم وتأتي عليها سطرا سطرا وورقة ورقة..."

للعلاقة مع الله سبحانه وجودها. تطرحها بجرأة غير سهلة بوصفها سؤالا حارقا للجرح: "هل الله شرير... هل يشاهد كل شيء وفي صمت ولا مبالاة؟!... بدا الله لها مبهما وغير مفهوم وجبّارا إذ يُحمّل عباده ما لا طاقة لهم به... يصعب على الإنسان فهم حكمة الله، لغزها عميق".

يحاول العرب الصمود والتحايل. يعيشون الديانتين بوصف نيّتهم في الأساس لا تُغيّر: "لن أرحل لأنّ اللسان لا ينكر لغته ولا الوجه ملامحه". لكنّ الأمر لن يكون سهلا ولا حبرا على ورق.

تضمّ الرواية مواقف تُصنّف في خانة الكوميديا السوداء وذكاء الكاتبة وثقافتها توظّف بما يجعلك تعيش الحالة على مسرح قلبك حتّى في عباراتها الفلسفيّة: "والإنسان، أليس الإنسان كالورقة مكتوبا؟! أليس سلسلة من الكلمات كل منها دال على مدلول؟ ومجملها أيضا ألا يشي به المخطوط من الكلام".

وأنت تطالعها لن تكون بعيدا عمّا يحدث اليوم: "لكل شيء في هذه الدنيا علامة قد لا يفهمها الإنسان أبدا وقد يفهمها بعد حين. ولماذا يُستهدف حتّى الحجر في الحروب ستجد فيها إجابة: "لا ينطق الحجر لأنّ الله جعله على غير البشر، معقود اللسان، ولكنّه يعرف لأنّه رأى كل شيء، وكان شاهدا على ساعة الرحيل".

مع ختامها ستوق لمطالعتها ومراجعتها. هي التي جعلتك تقف مطولا مع حساباتك الخاصّة والعامّة، لتربط ماضيك بحاضرك ومستقبلك: "كأنّ الأيام دهاليز شحيحة الضوء كابية يقودك الواحد منها إلى الآخر، فتنقاد لا تنتظر شيئا".

#القراءة_شغف_وعطاء

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق