رواية خيوط ليلى
منذ الصفحات الأولى تشعر أن هناك شيئًا غير عادي يحدث. تبدأ الرواية بالبطلة “ليلى” وهي ليست بطلة رواية تقرأها، بل بطلة رواية تُكتَب أمامك، شخصية على الورق يحاول كاتبها أن يوجّهها كما يشاء، لكنها — ببساطة وتمرد ظريف — ترفض الانصياع وتقرر أن تغيّر مجرى الأحداث بنفسها. تخيّل أن البطلة تنظر إلى المؤلف وتقول له: “أنا سئمت من قراراتك، سأكتب مصيري وحدي.” 😄 ولكن مع الاستمرار في القراءة تجد أن القصة تأخذ منحنى مغاير وتتكشف أمور أخرى فنجد أن القصة ليست خيالية بالكامل بل نفسية اجتماعية باقتدار!
شيرين فتحي تكتب بخفة ظل وذكاء، تمزج بين الخيال والواقع بخيوط شفافة لا تعرف في أي لحظة ستنقطع. لغتها سهلة لكنها ليست سطحية، رشيقة كأنها تتحرك بخطوات محسوبة، وتترك لك مساحات صغيرة من الدهشة والتأمل بين السطور. وأجمل ما في الرواية أنها لا تحاول أن تشرح نفسها كثيرًا، بل تترك لك متعة التساؤل: من الذي يكتب القصة فعلًا؟ الكاتب أم شخصياته؟ هل نحن شخصيات فعلاً في قصة كبيرة!؟ هل نستطيع تغيير أحداث رواياتنا؟ هل وهل وهل …؟
الرواية مليئة بحيوية خفيفة تجعل القارئ يبتسم رغم الحيرة، وتشبه تلك اللحظة التي تحاول فيها ترتيب أفكارك فتزداد فوضاها — ومع ذلك تستمتع بالمشهد. إنها حكاية عن العلاقات المربكة، وعن التمرد، وعن الكبت!
“خيوط ليلى” رواية خفيفة في القراءة لكنها ذكية في اللعب، تسخر من فكرة السيطرة، ففي النهاية، تبقى بعض الخيوط أجمل عندما تظل معقودة … وهو ما يمنح الحكاية شكلها الساحر!
اقتباسات
"كنت أمتلىء بطاقة قد تكفي لإضاءة عالم بأكمله، ربما لهذا كنت أتلذذ المشي في شوارع بلا إضاءة…"
استمعت إليها على تطبيق "إقرألي" وموجودة على "أبجد"
#فريديات

