مفتش مراجيح القاهرة > مراجعات رواية مفتش مراجيح القاهرة > مراجعة Aziz Refaat

مفتش مراجيح القاهرة - سامح الجباس
تحميل الكتاب

مفتش مراجيح القاهرة

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رقم غريب وشخصية مشهورة لا ترغب في الإفصاح عن ذاتها وموعد في أجواء غامضة، ورزمة من أوراق قديمة غير مرتبة مكتوبة بخط اليد.. هكذا بدأت الخيوط الأولى لشروق شمس "مفتش مراجيح القاهرة" آخر روايات المبدع الراحل "إحسان عبد القدوس" بقلم وتحرير وتدقيق الأديب الشاب #سامح_الجباس

وعندما يظهر إسم سامح في عمل إبداعي فأنت أيها القاريء على موعد مع الدهشة، مع كواليس خفية.. تاريخ غير معلن عنه.. سراديب لم يتم اكتشافها من قبل..

سامح لا يسرد لك رواية ولكنه يصطحبك إلى عالمها، يدخلك معه يدا بيد إلى مناحيها ودهاليزها وشوارعها وبيوتها، يلبسك شخصياتها فيجعلك تحسهم، تسكنهم، ترى مناظيرهم المختلفة للدنيا وتفاصيلها، ودائماً ما تجده يضيف إلى معلوماتك نقاط لم تكن لتعرفها لولا حبه وإخلاصه في البحث عن كنوز كساها التراب أو اعتلتها خيوط عنكبوت أخفت قيمتها ولمعانها فباتت مختبئة في الظل رغم أنها في متناول اليد.

طوال صفحات الرواية الممتعة، والتي تتناول سيرة ذاتية للصحافي السياسي القاص والروائي الثائر الذي صاحب الثورة وعناصرها وأبطالها منذ حبوها الطفل ورغم ذلك لم ينج من براثن السجن الحربي في عهدها، أقول أنني طوال قراءتي لسطور الرواية وأنا أتوقع أن السيدة فاطمة اليوسف أو روز اليوسف والدة إحسان عبدالقدوس هي التي كتبت هذه المشاهد الحية من حياتها وذكرياتها مع ابنها الوحيد، لتباغتني المفاجأة في آخر صفحات الرواية واكتشف عكس ذلك.

تقول الأم رزواليوسف داخل الصفحات عن ولدها إحسان كأديب أنه يجيد لعبة الاختفاء في قصصه ورواياته، وأرى أن صديقي المبدع سامح الجباس استلهم هذه المهارة من روح إحسان وأجاد اللعبة كثيرا فاستطاع أن يحبس أنفاس القارىء دهشة بكشفه الأخير لأن إحسان نفسه هو الذي خطّ سطور الرواية وفصولها وتفاصيلها، ليس فقط بناءا على الورقة التي اعترف فيها بصياغته للرواية وتوصيته بعدم نشرها نهائيا أو على أقل تقدير عدم نشرها قبل مرور ٣٠ عاما على وفاته، وإنما أيضا لتفاني الروائي سامح في الدراسة والتمحيص أثناء مراجعته وتنسيقه للعمل ككل.

هذه صفحات شديدة الغنى بمعلومات تاريخية سياسية صحفية وأدبية تلبس عباءة سيرة ذاتية لسياسي مستنير الوعي خالص النوايا في حب وطنه، ومبدع ظلمه الكثير من الأدباء والنقاد في عهده، واشتملت على اعترافات شخصية لمشاعر عذبة، عميقة اعتملت في نفس إحسان عبدالقدوس الإنسان أولا في شتى مراحل عمره..

رواية ليست فقط للقراءةوالإطلاع وإنما مرجع مهم للعودة إليه وقراءته مرات عديدة.

شكرا سامح الجباس على مجهود كبير ممتزج بنكهة إبداعك المتميز في التنسيق والتحرير والصياغة والبحث.

شكرا د. فاطمة البودي على الإصدار الرائع من دار العين للنشر.

ملحوظة صغيرة جدا كنت اتمنى أن تضاف صفحة أخيرة يضمنها صديقي المبدع أسماء المراجع الرئيسية التي استعان بها في بحثه وتدقيقه وطبعا لو أنه وضع فصلا قصيرا شاركنا به كقراء بعض تفاصيل رحلته البحثية لإخراج هذا العمل المتفرد ليكون كخاتمة كما شاركنا تفاصيل البداية كاستفتاح.

أطيب تمنياتي القلبية بالتوفيق والتألق دائماً والمزيد من الإبداعات المتفردة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق