النظارة السوداء
مجموعة قصصية للكاتب إحسان عبد القدوس، تُفتتح برواية «النظارة السوداء»، وهي رواية فلسفية بامتياز، ناقشت قضايا اجتماعية بارزة في زمن كتابتها، مثل وضع المرأة ونظرة المجتمع السطحية للأخلاق داخل الطبقات التي تتوهم الرقي.
تحكي الرواية قصة فتاة جميلة تعيش حياة مرفهة، تخفي خلف نظارتها السوداء هشاشة روحها وعجزها عن مواجهة ذاتها والواقع من حولها. يختبئ خلف المظهر الساحر والثقة المصطنعة قلب تائه يبحث عن حب صادق ومعنى حقيقي للحياة. تتورط البطلة في علاقات عاطفية متتالية هروبًا من فراغها الداخلي، إلى أن تلتقي بشخص يكشف لها حقيقتها، ويعلّمها أن الحرية ليست انفلاتًا، وأن القوة الحقيقية تنبع من الصدق مع النفس.
القصة الثانية «راقصة في أجازة» يروي فيها الكاتب لقاءه براقصة ألمانية تُدعى «تشارلي» على جزيرة كابري. يبدأ التعارف في القاهرة ثم ينتقل إلى كابري، حيث تكشف له عن ماضٍ مثقل بالجوع والحرمان. يراها رغم ذلك امرأة صمدت وواجهت الحياة بجرأة وتركت في قلبه أثرًا لا يُمحى.
القصة الثالثة «سيدة صالون» تتناول حكاية زوجة تساعد زوجها في استقطاب رجال ليصبحوا شركاء في مشاريعه، ولا ترى مانعًا من استخدام كل السبل في سبيل المال، حتى تقع في حب رجل لا تُغريه ثروتها ولا نفوذ زوجها، فيكون ذلك بداية انهيارها.
إحسان عبد القدوس كعادته يكتب ببساطة عميقة، يمزج بين الحوار الداخلي والنقد الاجتماعي، ويكشف التناقضات التي تسكن النفس البشرية. لغته سلسة ومشحونة بالصدق والمشاعر، تجذب القارئ للتعاطف مع أبطاله رغم زلاتهم.
تحولت «النظارة السوداء» إلى فيلم سينمائي بالاسم نفسه قامت ببطولته نادية لطفي إلى جانب أحمد مظهر. الرواية أكثر غوصًا في المعنى وجرأة في الطرح، بينما الفيلم اعتمد جاذبية السينما وبساطتها. كلاهما أبرز صورة المرأة التي تخفي حقيقتها خلف النظارة السوداء، غير أن الرواية جعلت من الرمز مساحة للتأمل، فيما استخدمه الفيلم كعلامة درامية على الحب والتوبة.
المجموعة متاحة ورقيًا، وتوجد كذلك على منصتي «ستوريتيل» و«أبجد».
اقتباس
«وكان دائمًا يفضّل أن يخافه الناس على أن يحبوه، فإنك لن تملكهم بالحب وتخضعهم بالخوف»
#فريديات

