خديجة وسوسن > مراجعات رواية خديجة وسوسن > مراجعة زهر البيلسان

خديجة وسوسن - رضوى عاشور
تحميل الكتاب

خديجة وسوسن

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

رواية ممتعة، سلسة، ومتسلسة. تعيدينا إلى حقبة زمنية لا يستشعرها إلا من كان من جيل الستينات والسبعينات.

أعطيها ٣-٤ نجمات فقط لأن بعض الشخصيات لم يلق الضوء عليها و البعض الآخر لم نفهم طبيعة سلوكه بسبب أن الراوي العليم روى الأحداث من زاوية خديجة وسوسن فقط. ولذلك شعرت بأن الأحداث مبتورة.

نهاية الرواية جاءت مفتوحة تشبه نهايات الأفلام الواقعية التي ظهرت في حقبة الثمانينيات.

تدور أحداث الرواية بين فترة الخمسينيات والثمانينيات. وهي فترة تغير الحكم في مصر من ملكي إلى اشتراكي في زمن جمال عبد الناصر وانتهت باغتيال السادات في ١٩٨١.

الرواية ترصد التغيرات الاجتماعية بين ثلاثة أجيال في تلك الحقبة من خلال عائلة متعلمة أرستقراطية تخرج من مرحلة مصر الملكية إلى التأميم وتعيش مرحلة الاشتراكية ومن ثم مرحلة القلاقل السياسية في عهد عبد الناصر و السادات. ومع أن هذه العائلة لم تعان من مشاكل مادية لكن الوضع السياسي غير من تفكير الجيل الجديد، جيل الأبناء.

خديجة عانت من تفضيل الولد على البنت، وتم وأد أحلامها في التعليم الجامعي، ومن ثم تزوجت في سن مبكرة لتتم قولبتها كما أرادت والدتها. وماذا فعلت خديجة؟ مارست تربيتها الصارمة التقليدية على أبنائها دون أن تنتبه إلى تغير الزمن وطريقة التفكير وخروج الجيل الجديد من عباءة الحقبة التي نشأت فيها. وبدلا من تطبيق الديمقراطية التي حرمت منها مع أبنائها، استخدمت الديكتاتورية المتفردة.

خديجة تعكس جيلها. جيل متفان وله سقف عال من التوقعات ويرفض الفشل، ويؤمن بالسلطة المطلقة.

لكن الأبناء تمردوا على سلطتها وعاش كل منهم عواقب قراراته. طبعا هذا التصادم كان له ضريبته الثقيلة.

لم تسهب الكاتبة في الأحداث السياسية بشكل عميق لكنها بقيت موجودة في الخلفية الحياتية لأبطال الرواية.

قصة زواج الدكتور كمال من زوجة ثانية بعد ثلاث سنوات من زواجه من خديجة تم إقحامها كعنصر مفاجئ في الأحداث ولكنه إقحام غير مبرر.

كذلك انتحار سعد كان ميلودراميا.

هل نلوم خديجة على كل ما جرى؟ لا.

خديجة قدمت أفضل ما لديها لأينائها لضمان مستقبل أفضل، لكنها نسيت مقولة جبران (أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إللى نفسها).

رضوى عاشور رحمها الله كاتبة مميزة وهذا العمل ممتع، ويكمن جماله بأنه يؤرخ لحقبة سياسية في قالب اجتماعي إنساني، بقدر ما هو بسيط بقدر ما هو عميق.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق