الحبكة سهلة الفهم وسلسة كفاية: ميرسول/مورسولت (البطل) شخص بيعيش حياة هادئة نسبيًا. والدته بتموت وبيحضر جنازتها. تاني يوم بيرجع يتواصل مع زميلة عمل ويبدأوا يتواعدوا. بيتصاحب على جاره (ريموند) اللي بيشتغل قواد، وبيدافع عنه قدام البوليس لما بيتهم بالعنف المنزلي ضد صاحبته.
في يوم من الأيام بيروح بيت جاره (ريموند) وعلى الشط بيقتل اخو صاحبة ريموند. بيتقبض عليه وبيتحاكم بتهمة القتل العمد وبيتحكم عليه بالإعدام بالمقصلة.
على الرغم من سهولة حبكة الكتاب لكن الفكرة وراه مش بالسهولة دي. الكتاب ده كتبه ألبير كامو، وعلى عكس الإعتقاد الشائع انه كتاب بينتمي للفكر الوجودي هو الحقيقة بيتكلم عن العبثية (فكره طورها كامو) وهي مش عدمية (العدميين بيقولوا ان الكون عبثي ومحاولاتنا نلاقي أي معنى للكون هي محاولات فاضية) ولا وجودية (الوجوديين بيقولوا ان الكون مش مجهز بمعنى مسبق ولكن احنا كبشر أحرار ومسؤولين نعمل معنى لنفسنا من خلال اللي بنقرره ونعمله). أما العبثية بتاعة ألبير كامو كانت بتقول ان فيه تناقض دايم بين حاجتنا لإيجاد المعنى في الكون وعدم وجود معنى للكون ولكن على عكس العدمية اللي ممكن توصلنا للحسرة، العبثية بتقول اننا نواجه العبث بكل تحدي ونتقبل وجوده ولكن برضو نعيش بشغف وانبساط ولو انه كل ده ملوش معنى.
بطل القصة (ميرسول) غير مبال بأحداث حياته طول الكتاب. ألبير كامو صوره على انه شخص بيتفرج على حياته بتمر قدامه من غير حتى ما يكون له وجهة نظر عنها ومن غير ما تتأثر او تتحرك مشاعره بدرجة كبيرة. والدته ماتت ومحسش بالحزن ولا عيط. محاولش كفاية يدافع عن نفسه في المحاكمة عشان يبرأ نفسه ولا حتى تعاون مع المحامي بتاعه في ده. مفكرش في الجواز من صاحبته اللي بيواعدها ولما سألته اذا كان هيتجوزها قال لها ان ده مش هيفرق معاه سواء اتجوزوا او لا.
افكار وعي ميرسول طول الكتاب هادئة بشكل غريب ومجردة من المشاعر في كل حاجة بيفكر فيها او بيقولها لنفسه. وده مش عشان هو مش بيفهم المشاعر مثلا. لا هو بيحس بس عمر ما احساسه بيكون قوي لدرجة يبني عليه اي فعل.
ميرسول بيكتشف عبثية الكون حواليه وبيتقبله زي ما هو. بل وبيحس براحة غريبة في تقبل العبثية دي.
الكتاب اتكتب في ١٩٤٢ تحت الاستعمار النازي لفرنسا، فترة مليئة بالموت والاضطرابات. كتاب الغريب كان بيعرض طريقة تانية في التفكير في الحياة والموت حاجتين حتميتين وفقدوا جزء كبير من معناهم بالنسبة للناس اللي عايشة وقتها.
ده برضو كان قبل حرب الاستقلال الجزائرية بسنتين عشان كده فيه ناس بتفسر قتل ميرسول للراجل العربي ككناية عن سوء معاملة المسلمين تحت الحكم الفرنسي وقتها.
ككتاب بيحكي قصة فهو غير مسلي، وده بيرجع للسرد الممل بضمير المتكلم، الشخصيات الغير جذابة والنقص العام في العواطف. ولكن ده منقصش من قيمة الكتاب ككل؛ على العكس، تيارات الوعي الخالية من العواطف دي بتؤكد بشكل أكبر على لامبالاة ميرسول شخصيًا تجاه الأحداث اللي بتحصل حواليه وتوقعات المجتمع ككل تجاهه.
