رواية “فسوق” لعبده خال تأتي في سياق سردي يذكّرنا ببناء رواية “أفراح القبة” لنجيب محفوظ و*“حكايات الغريب”* لجمال الغيطاني. إذ تقوم على الحكاية الواحدة التي يرويها عدة أطراف. فيتحول السرد إلى مرايا متقابلة تعكس وجهات نظر متناقضة لكنها مجتمعة ترسم صورة كاملة للمجتمع. من خلال قصة جليلة التي يذهب والدها إلى المقبرة في اليوم التالي لوفاتها ليقرأ لها الفاتحة فيجد المقبرة مفتوحة والجثة مفقودة. يأخذنا عبده خال في رحلة داخل أحياء جدة القديمة التي اندثرت وأُعيد تخطيطها. لتتحول الرواية إلى ذاكرة حية للأمكنة والناس ولزمن لم يبقَ منه إلا ما تحمله الذاكرة.
“فسوق” ليست مجرد رواية عن الإنسان السعودي في حقبة معينة. بل عن الإنسان في كل مكان. في مجتمعات متشابكة الأعراق والثقافات. تتأرجح بين فضيلةٍ مُعلَنة وإنسانيةٍ تبحث عن مساحة للتنفّس والنجاة

