رواية "رأيت رام الله" للشاعر مريد البرغوثي تعبر عن تجربته في العودة إلى الديار بعد ثلاثين عاماً من الغياب والغربة والتشتت، لزيارة قريته دير غسانة.
تختصر الرواية ألم جميع اللاجئين الفلسطينيين، كما تصف الحالة الفلسطينية من جميع النواحي: الأسرية، والبنية الاجتماعية، والسياسية، وحتى الشخصية، بلغة شاعرية وعاطفية للغاية.
طريقة الطرح فريدة جدًا، تجمع بين العقلانية والمشاعر العميقة، وفهم جوهر القضية الفلسطينية.
القارئ، وبالأخص إن كان لاجئًا فلسطينيًا، يتألم مع الكاتب على قرية لم يراها ولم يعرفها، لكنه يشعر بها. هذه الكلمات تحرك شعوره بالانتماء إلى تلك البقعة البعيدة جدًا، والقريبة جدًا في الوقت نفسه. تجعله يتخيل لو أنه عاش هناك، لو أتيحت له فرصة العودة أو الزيارة فقط. هذا الشعور يملؤه حزنًا ممزوجًا بالغربة التي يتحدث عنها الكاتب.
لا يمكن لأي لاجئ أن يقرأها دون أن يتوقف عند كل عبارة ويتأملها. فهي تحرك لديه مشاعر الحنين للوطن، وتثير في قلبه ذلك الجرح الصغير الذي كشفه له الكاتب.
وفي نهايتها، كما بدأها الكاتب بعاطفة تصل مباشرة للقارئ، ينهي الرواية بنفس الأسلوب، كصفعة للقلب، دون محاولة لتجميل الواقع أو تحسينه.

