روايةٌ عن الجرح الذي تتركه الأيديولوجيا حين تبتلع الإنسان وتُحوِّله إلى وسيلة، وحين يبيع الوطن روحه باسم الثورة.
في قريةٍ صينيةٍ نائيةٍ يسكنها المعاقون والمهمَّشون، يقرّر رئيسُ المقاطعة شراءَ جثةِ لينين من روسيا ليحوِّلها إلى مزارٍ سياحي. مشروعٌ يبدو وطنيًّا، لكنه في جوهره استعراضٌ للطمع والجنون.
أجسادُ المعاقين تصبح وقودًا لهذا الحلم، إذ يؤسِّس لهم فرقةً “فنيةً” تقدّم عروضًا صادمةً وموجعةً: رجلٌ أعمى يُفجِّر مفرقعات، فتياتٌ صغيرات يتبولن على المسرح، وصبيٌّ بساقٍ واحدةٍ يقفز فوق الزجاج.
بين الكوميديا السوداء والمأساة، يرسم الكاتب عالمًا تنهار فيه الرحمة.
القرية تُجبَر على أن تكون “عدوَّ الثورة”، والجياع يسرقون طعام العاجزين لأنهم “أقل استحقاقًا للحياة”.
كلُّ مشهدٍ مرآةٌ مكسورةٌ تعكس وجهًا آخر للصين الحديثة، المتأرجحة بين الاشتراكية والرأسمالية، بين الشعارات والفراغ.
“قبلات لينين” نصٌّ لاذع، هجاءٌ مبطَّن لوطنٍ فقد بوصلته الأخلاقية.
قراءةٌ ثقيلة، مؤلمة، لكنها صادقة إلى حدٍّ يُشعرك أنك أحد أفراد تلك القرية، تحاول أن تصنع معجزة… ولكن، هل المعجزة ممكنة حقًّا؟
جديرٌ بالذكر أن الرواية محظورةٌ في الصين، مثلَ معظمِ أعمال الكاتب.

