❞ على هذه الأرض كائناتٌ وُلدت لتصنع المعجزات، كائناتٌ تعيش لتحقّق المعجزات. وكائناتٌ أخرى لم تأتِ إلى العالم إلّا لانتظار المعجزات، كائنات تواصل الانتظارَ حتّى آخر يومٍ من أيّامِ وجودها البائس. ❝
قبلات لينين
نبذة عن الرواية
كان الخريف مشرفاً على نهايته، وقمرٌ ضئيلٌ شحيحٌ قد ارتفع عند حواشي الحقول المحصودة التي ينبعث منها أريجٌ يجتاح العالمَ، خليطٌ من عطر الحبوب الدّافئ، ورائحة التّراب النّفّاذة. هناك مكث جالساً مبهوتاً، حتّى وقت متأخّر من اللّيل. وفي النّهاية، كأنّما حرص على أن يعتذر اعتذارات عميقةً كبئر، قرصَ فخذه ولطمها بوحشيّةٍ عدّة مرّات، قبل أن يجثو على ركبتيه، ويركعَ ثلاث ركعات شطر ما يُفترض أنّه اتّجاهُ روسيا، مسقط رأس الرّجل العظيم، مردّداً في قرارة نفسه شدّةَ أسفه: "سامحني، غداً تصدر "مذكّرة في شأن الجهود التي ينبغي بذلها في إقليم شوانهواي لجمع الموارد اللازمة للحصول على رفات لينين" ومن ثَمّ تُعمّم على كلّ لجنة، وكلّ مكتب وكلّ مقاطعة." غالبا ما يشتغلُ الخيالُ السّرديُّ معاكساً السياسةَ. فالسّردُ يسعى إلى أن يعكس واقع تجربتنا في العالم، ويمنحها التماسك والمعقولية؛ بينما تقترح السياسةُ نسخاً من هذا الواقع، لا تعكس حقيقَته، بقدر ما تشوّهها. ويصف الروائي يان ليانك السياسة، كما تمارسُ اليومَ، بأنها "استراتيجياتُ فقدان الذاكرة الجماعية" التي من خلال الوثائق التاريخية المزورة، والكتب المدرسية المضللة، والرّشاوى، والرقابة القوية، تمجّدُ فوائدَ النسيان. جريدة الباييس الإسبانية قبلات لينين روايةُ متعة ودراما، رواية فضلاً عن بنائها العبقريّ الذي يمزج بين كمٍّ من السجلّات والنبرات، هي توليفةٌ أدبيّةٌ ذات كثافة مذهلة. باختصار، هذه الرّوايةُ "إنجاز". جريدة لوموند الفرنسيةالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 646 صفحة
- [ردمك 13] 9789921723557
- منشورات تكوين
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية قبلات لينين
مشاركة من Hedaya Younes
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Hedaya Younes
روايةٌ عن الجرح الذي تتركه الأيديولوجيا حين تبتلع الإنسان وتُحوِّله إلى وسيلة، وحين يبيع الوطن روحه باسم الثورة.
في قريةٍ صينيةٍ نائيةٍ يسكنها المعاقون والمهمَّشون، يقرّر رئيسُ المقاطعة شراءَ جثةِ لينين من روسيا ليحوِّلها إلى مزارٍ سياحي. مشروعٌ يبدو وطنيًّا، لكنه في جوهره استعراضٌ للطمع والجنون.
أجسادُ المعاقين تصبح وقودًا لهذا الحلم، إذ يؤسِّس لهم فرقةً “فنيةً” تقدّم عروضًا صادمةً وموجعةً: رجلٌ أعمى يُفجِّر مفرقعات، فتياتٌ صغيرات يتبولن على المسرح، وصبيٌّ بساقٍ واحدةٍ يقفز فوق الزجاج.
بين الكوميديا السوداء والمأساة، يرسم الكاتب عالمًا تنهار فيه الرحمة.
القرية تُجبَر على أن تكون “عدوَّ الثورة”، والجياع يسرقون طعام العاجزين لأنهم “أقل استحقاقًا للحياة”.
كلُّ مشهدٍ مرآةٌ مكسورةٌ تعكس وجهًا آخر للصين الحديثة، المتأرجحة بين الاشتراكية والرأسمالية، بين الشعارات والفراغ.
“قبلات لينين” نصٌّ لاذع، هجاءٌ مبطَّن لوطنٍ فقد بوصلته الأخلاقية.
قراءةٌ ثقيلة، مؤلمة، لكنها صادقة إلى حدٍّ يُشعرك أنك أحد أفراد تلك القرية، تحاول أن تصنع معجزة… ولكن، هل المعجزة ممكنة حقًّا؟
جديرٌ بالذكر أن الرواية محظورةٌ في الصين، مثلَ معظمِ أعمال الكاتب.






