رواية "الليالي البيضاء" لدستويفسكي ليست مجرد قصة رومانسية انتهت بطريقة مؤلمة أو غير عادلة كما يظن البعض، بل تكشف عن خفايا النفس البشرية من خلال بطل الرواية، الإنسان الحالم المنعزل القلق. هنا يكمن العمق في الطرح، إذ يأخذنا الكاتب إلى طريقة تفكيره ونظرته للحياة والأشخاص بشكل عام.
يعيش البطل حالة من أحلام اليقظة، حيث يسقط كل ما في رأسه على شخصية ناستينكا، فأي اهتمام يلقاه من الخارج يفسره على أنه حب. لم يكن يرى أنها لا تحبه وهي تنتظر شخصا آخر، بقدر ما هو مشغول بإعطاء الحب بدلاً من أن يمنحه لنفسه.
ناستينكا تعاني أيضًا من وحدتها مع جدتها، فتعلّقت بذكرى وحيدة تمسكت بها وعظمتها، وكانت واضحة منذ البداية بأنها تحب شخصًا آخر.
ما يوضحه دوستويفسكي عن الإنسان الوحيد أن نظرته للواقع تكون مشوهة بسبب قلة تفاعلاته الاجتماعية.
في النهاية، تبدو النهاية منطقية تمامًا، لأن ناستينكا كانت واضحة مع البطل، وهو لم يكن واقعيًا.

