ملخص الرواية , لا تبحث كثيراً إذا كنت مسلماً لأنه غير مطلوب منك التفكير كثيراً وعندك الجانب المريح بالتسليم بكل شيء خارج حدود العقل والإيمان التام به , وإذا كنت غير مسلم وتريد أن تعرف الإسلام بشكل عام أو تتعمق بالدين والإيمان فانظر في الكتب والمراجع الصحيحة وادعو الله أن يرشدك لطريك الصلاح
أو تكون حياتك كلها مثل "مالك" اللذي كان قمة في الإيمان ولكن إيمانه بالأساس هش فألحد بسرعة كبيرة ونسف كل معتقداته وكفر بالله والأنبياء والأديان كلها ليس الدين الإسلامي فقط , أي أن مشكلته ليست في الإسلام بل بما هو ما جعله الله غيباً عنك ويطلب فقط الإيمان به بغض , الأمر بسيط جداً يا أخي اقبل الموجود واسكت أو تفلسف وأكفر .
الرواية جميلة اقرأءها للمرة الثانية ولكنها ممطوطة جداً ويوجد بها تفاصيل القارء في غنى عنها وموضوع الروية لا يحتاجها كثيرة.
مقارنة بالروايات الأخرى للكاتبة خاصة ثلاثية الياسمين , هذه بالنسبة لي الأقل جمالاً بغض النظر عن التقييم 4نجمات فهو للموضوع ولقوة النص والحوار خاصة الفصل الأخير , هو الذي أنقذ الرواية بالنسبة لي .
***************
📖 مراجعتي لرواية "أرِني أنظر إليك" – خولة حمدي
حين تغوص في هذه الرواية، تجد نفسك في رحلة فكرية ونفسية تتأرجح بين الإيمان والشك، بين اليقين الموروث والبحث المضني عن الحقيقة. خولة حمدي لا تكتب هنا قصة عابرة، بل تفتح أبوابًا للأسئلة الكبرى التي يسكنها الإنسان حين تضيق به قوالب العقيدة الجاهزة، وحين يعجز عقله عن استيعاب الغيب الذي طُلب منه أن يؤمن به دون أن يراه.
“مالك” هو الصورة الصادقة لذلك الصراع الداخلي. شابٌ بدا في قمة الإيمان، لكنه كان يحمل في أعماقه هشاشةً لم يصمد أمام أول عاصفة فكرية. انزلق بسرعة من قمة اليقين إلى هاوية الإلحاد، رافضًا فكرة الأديان كلها لا الإسلام وحده. سقوطه لم يكن في الدين، بل في ذاته التي ظنت أن العقل وحده كافٍ لفهم ما لا يُرى. وهنا تكمن رسالة الرواية: أن الإيمان ليس معادلة منطقية، بل تجربة قلبية تمرّ عبر الألم والضياع قبل أن تبلغ الاطمئنان.
الكاتبة تناولت هذا الصراع بجرأة وواقعية، وقدّمت نصًا يعكس رحلة الإنسان المعاصر حين تضطرب مفاهيمه بين العلم والدين، بين الشك واليقين، وبين ما يُقال له أن يؤمن به وما يريد أن يراه بعينه.
الرواية تتحدث عن ذلك الحد الفاصل بين التسليم والتمرد، عن تلك اللحظة التي يقف فيها العقل أمام الإيمان متسائلًا: هل أؤمن لأنني أفهم، أم أفهم لأنني آمنت؟
لغة الرواية جميلة، مشبعة بالفكر والعاطفة، تمتزج فيها الفلسفة بالروحانية، وتُطلّ من بين السطور أسئلة مؤرقة لا إجابات جاهزة لها.
غير أن السرد في بعض المقاطع بدا مطوّلًا أكثر مما ينبغي، إذ تتكرر التفاصيل على نحو قد يبطئ الإيقاع دون أن يضيف عمقًا جديدًا، وكأن النص بحاجةٍ إلى قليل من التكثيف ليحافظ على توهّجه.
ومع ذلك، لا يمكن إنكار قوة الحوارات، فهي صادقة ومشحونة بالفكر والجدل، تدفع القارئ إلى التفكير في نفسه قبل أن يحكم على البطل. أما الفصل الأخير فكان بمثابة ذروة روحية وفكرية، أنقذ الرواية من الرتابة وأعاد إليها بريقها، تاركًا أثرًا من السكينة في النفس بعد طول اضطراب.
مقارنةً بثلاثية الياسمين، تبدو أرِني أنظر إليك أقل جمالًا من حيث السرد والتشويق، لكنها أعمق من حيث الفكرة والمعنى.
هي رواية لا تُقرأ للتسلية، بل لتفتح في داخلك بابًا نحو التأمل، وتذكّرك بأن الإيمان ليس دائمًا طريقًا مستقيمًا، بل دربٌ متعرّج من الأسئلة، والنور، والرجوع.
⭐ تقييمي: 4 من 5
للفكرة الجريئة، ولعمق النص، ولتلك الحوارات التي تلامس القلب والعقل في آنٍ واحد.
رواية تُقرأ بعينٍ تبحث عن الله وسط ضجيج العالم.
---