سبع حركات للقسوة > مراجعات رواية سبع حركات للقسوة > مراجعة Khalid Mustapha Ali

سبع حركات للقسوة - مصطفى البلكي
تحميل الكتاب

سبع حركات للقسوة

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

إسم الكتاب : سبع حركات للقسوة

تأليف : مصطفى البلكى

عدد الصفحات 232

الطبعة الأولى 2024 من دار سما للنشر والتوزيع

نوع القراءة إلكتروني من تطبيق ابحد

تصنف الرواية ضمن أدب الحرب وما بعدها حيث ترصد المعاناة الإنسانية العميقة التي تخلفها النزاعات والحروب وتدور أحدثها حول امرأة تعيش في إحدى القرى تجد نفسها فجأة في قلب حرب أهلية مدمرة.

تبدأ الرواية بمأساة فقدان الأهل تعانيها بطلة الرواية "براء" ثم وقوعها في الأسر على أيدي إحدى الجماعات المقاتلة، وفي الأسر تلتقي بامراتين لكل منها حكايتها الخاصة والتي تشترك معا في كونها مؤلمة وتنشأ بينهن صداقة يتبادلن الذكريات والتجارب المؤلمة.

تعمل "براء" كخادمة في منزل قائد المسلحين الذين اسروها وهو نفسه قاتل زوجها مما يضعها في علاقة شائكة معقدة حيث يظل حلم الانتقام يسيطر عليها.

تستعرض الرواية بلسان "براء" كيف تجرد الحرب الإنسان من انسانيته وتبرز قسوة الجوع والذل والفقد واستلاب الحقوق.

تسلط الرواية الضوء على الأثر المدمر للحروب على الإنسان العادي وكما يوحي العنوان "حركات... " إلى أنواع مختلفة من القسوة لا تقتصر على قسوة القتل فقط بل تشمل أيضاً قسوة الفقد وهو فقدان الأهل والوطن والأمان وقسوة الجوع والحاجة والتي تتجسد في عمل البطلة كخادمة تحت رحمة الأعداء وقسوة الخيانة وهو خيانة الوطن لمواطنيه أو الخيانة الشخصية التي تفرضها الظروف وقسوة انهيار الحياة المستقرة في لحظة وكيف يصبح الإنسان كورقة في مهب ريح الصراعات الكبري والتي لا ناقة له فيها ولا جمل.

وتطرقت الرواية إلى زيف الخطابات السياسية والاعلامية وتنتقد بشكل ضمني الخطابات الرنانة التي يطلقها السياسيون وقادة الحرب والتي تبدو بعيدة كل البعد عن المعاناة الحقيقة للناس على الأرض.

الحرب تبدأ وتنتهي بقرارات فوقية بينما يدفع ثمنها الأبرياء.

ومن خلال شخصية "براء" نرى صوت المرأة التي تتشبث بالحياة من أجل أطفالها رغم الأسر والحرمان والاستغلال التي تعرضت لها.

الحرب لا تدمر المباني فقط بل تدمر الانتماء وتشتت الهوية وعودة "براء" إلى قريتها ترمز إلى ضياع الجذور وفقدان الإحساس بالوطن والمكان والأمن.

ظاهريا تبدو نهاية الرواية مفتوحة فنحن لا نعرف مصير الأطفال ولا نعرف ماذا ستفعل "براء" بعد هذه الصدمة الأخيرة ولكنها في جوهرها نهاية مغلقة على مستوى الشعوري ومفتوحة على مستوى الحدث حيث اكتملت دائرة القسوة وهذا ما نلاحظه في مشهد بداية الرواية بقسوة حرمان الأهل والزوج مرورا بقسوة الحرمان من الحرية والكرامة أثناء وجودها في الأسر وانتهت بحرمان الأطفال وهي أقسى أنواع الفقد.

وهذه النهاية تغلق قوس المعاناة لتؤكد أن الحرب لاتترك خلفها إلا الخراب المطلق. إنها نقطة حاسمة في رحلة الألم تؤكد أن النجاة الجسدي لا تعني الخلاص.

واختفاء الأطفال هنا يرمز إلى المستقبل والأمل والبراءة وهذا يعني أن الحرب لم تكتفي بتدمير الحاضر والماضي بل اغتالت المستقبل أيضاً وهذه النهاية تشير إلى أن تداعيات الحروب قد تمتد إلى أجيال

✍️خالد مصطفى على

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق