"رأينا أولى نجمات الليل تتبدّى. منذ آلاف الملايين من الأعوام، في تلك الليلة نفسها، وقع الانفجار العظيم. ومنذ ذلك اليوم، راحت الأشياء كلها تفترق، وظلت تفترق، إلى غير عودة." - الضوء آخر المساء لماريا خوسيه فيرادا 🇨🇱
أهدت تشيلي إلى العالم بابلو نيرودا وروبيرتو بولانيو وغيرهم من القامات الأدبية الهامة، ولذا كنت متحمسًا لقراءة هذا العمل الذي ترجمه مارك جمال لماريا خوسيه فيرادا، والتي اشتهرت بالأساس لما أبدعته في مجال أدب الأطفال، وحازت جوائز كثيرة في أمريكا اللاتينية وخارجها.
بطلة الرواية طفلة صغيرة لأسرة محدودة الموارد، تتعرف على العالم حولها من خلال رحلاتها مع والدها الذي يطوف بالمدن كي يعرض تجارته ويعقد صفقات بسيطة يبيع من خلالها مستلزمات للنجارة. تتسع مدارك الفتاة إذ تتعرف على أصدقاء والدها، وتدرك بحس الصبا المرهف أن هناك أمور غريبة تجري حولها: مدن أشباح، أشخاص تختفي ولا تعاود الظهور، ودوي طلقات بعيدة، حيث تدور أحداث الرواية على خلفية الحكم العسكري للديكتاتور بينوشيه.
تحاول الفتاة أن تُخضع كل ما حولها لقوانين بسيطة تعلّمتها من والدها صاحب الثقافة المتواضعة، إلا أنها تفهم أن الحياة أكثر تعقيدًا وأنها الأمان الزائف الذي توهمته هش كالحياة ذاتها. كتابة فيرادا شديدة الحساسية، بسيطة المفردات، بها من المواربة ما يكفي لحث القارئ اليقظ على البحث، ويا لها من متعة!
#Camel_bookreviews

