الغريب > مراجعات رواية الغريب > مراجعة Taghrid

الغريب - ألبير كامو, عايدة مطرجي إدريس
تحميل الكتاب

الغريب

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

تترك رواية ألبير كامو شعورًا غريبًا في النفس، تمامًا كاسمها. شعورًا يصعب تحديده وفهمه، حتى تنتهي من القراءة فيتضح المعنى كاملًا.

في بداية الرواية، يبدو مارسو البطل بلا مشاعر وأحاسيس تجاه فقدانه لأمه. ومن وصفه للأحداث، يبدو أن العوامل الخارجية: كالطقس، الحرارة، الهواء، الروائح، الأشياء، النباتات... تؤثر على مزاجه أكثر من موت أمه نفسه. وهذا ما يثير دهشة القارئ.

فيتصور القارئ في البداية أن علاقته بها كانت منقطعة أو شبه منقطعة، أو كانت سيئة لدرجة أن مشاعره تجاهها تبلدت تمامًا واختفت.

لكن الغريب في الأمر أن ردود أفعاله على أي حدث يطرأ على حياته تحمل أثرًا خفيًا لفقد أمه، وكأن الحدث فجّره داخليًا لكنه لم يعبّر عنه، بل انزلق بسببه نحو نوع من اللامبالاة الوجودية.فكرة زواجه، مساعدة جاره، شهادته على قصة لا تعنيه في مركز الشرطة، فقدان جاره للكلب، حديث الجيران عن تركه لوالدته في مأوى العجزة، عرض مديره عليه فكرة السفر، تعرضه للخطر من قبل العرب، إلى ارتكابه جريمة القتل...

قد يبدو للقارئ في البداية غبيًّا، بليدًا، ساذجًا بعض الشيء. لكنه سرعان ما يكتشف أن مارسو ليس كذلك، بل هو واعٍ بعمق، لكنه يرفض النفاق الاجتماعي ويتعامل مع التناقضات كما هي.فمثلًا، مسألة قتله للعربي،ما سببها الفعلي؟

ببساطة: الشمس أثارت أعصابه. لا أكثر ولا أقل.

حتى أنه فوجئ بتجريده من إنسانيته في المحكمة، وأدهش الكاهن بإصراره على رفض الخلاص، ومواجهته للموت بهدوء لا يأس، بل ساخر ومجرد من الوهم.

أحيانًا يصل القارئ إلى نقطة معينة ويتعاطف معه، لكنه سرعان ما يجد أنه لا يفهمه تمامًا. فيبرر له أنه لا يستطيع تجميل الأمور وتزييفها، لا أكثر من ذلك ولا أقل.

لكن في نهاية الرواية، يصل العبث إلى ذروته، فيفهم القارئ بوضوح فكرة "كامو" عن "الوعي العبثي" ورؤية الأمور كما هي، فارغة من أي معنى.

فكل شيء يفقد معناه: أي شيء، أي حدث، أي شخص.

فلا يعود له أهمية، وهو ليس من منظور يأس.هذا ما يدعو للدهشة.نما من نظرة عدمية فارغة تمامًا.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق