عمى الذاكرة > مراجعات رواية عمى الذاكرة > مراجعة محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz

عمى الذاكرة - حميد الرقيمي
تحميل الكتاب

عمى الذاكرة

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"تذكرت بلادي وأرضي التي لم تكن تستحق هذه العذابات، تذكرت شعبي المقتول بطيبته وكرمه ونواياه البيضاء، وشلّتني فكرة الجلاد الذي كان ضحية هو الآخر، ضحية الجوع والفقر والظلم والاستبداد والأسباب التي شكّلته بطريقة مخالفة للفطرة الإنسانية، وبكيت وأنا في طريقي إلى حلمي، بكيت وأنا في طريقي إلى غايتي التي وضعت في سبيلها حياتي." - عَمَى الذاكرة لحميد الرقيمي 🇾🇪

ما كُل هذا الوجع؟ وما هذه القدرة المدهشة على توظيف الإحباطات العربية أدبيًا للتعبير عن واقع حال الشباب الذي علق بين وطن ضائع ومَهجَر مخاتل لا يقبل بغير الحياة ذاتها ثمنًا؟

تزج بنا الرواية مباشرة في أجواء الحرب في اليمن، حرب لا تخضع لأي منطق ولا توجهها سوى دوافع مُختلّة لفئات تدفعها جهات خارجية تارة وتصفية حسابات تارة أخرى، فينسحق الأبرياء ويتغرّب الناجون في الداخل والخارج. ساحة الحرب هنا هي صنعاء، ولكن قد تكون دمشق، أو بنغازي، أو الخرطوم، فالمشهد قد تكرر (وسيتكرر)، والهوان قد ألفناه، والضحايا صارت مجرد أرقام وإحصائيات.

تحمل الرواية-الفجيعة أصداء من "رجال في الشمس" لخالد الذكر غسان كنفاني، إلا أن الرقيمي قد وجد صداه الخاص في هذا العمل الذي ضمّنه كل أبجديات الشتات من خلال ثلة الراحلين عبر الموانئ فالصحراء ثم البحر المفتوح، حيث لم يبخل الرقيمي بتفاصيل الطرائق التي ينتهجها المهربون للتلاعب بالمستضعفين والدفع بهم إلى قاع بحر لا يبالي بحيواتهم، ويبقى السؤال معلّقًا فوق الرؤوس: هل كان البقاء في جحيم الوطن المحترق أفضل من الرحيل الكارثي إلى جحيم يتحدث بلغات أخرى؟ أما من طريق ثالث لملايين الشباب المحبط والمُحاصر دونما ذنب (ودون أمل في حياة أكثر كرامة)؟

عمل جدير بالقراءة (وبالجوائز).

#Camel_bookreviews

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق