* قراءات سابقة للكاتب *
لا يوجد.
---------------
* نظرة على الغلاف *
غلاف جميل عبر بشكل جيد عن الرمزية التي حملها ختام الرواية.
---------------
* المميزات / نقاط القوة *
- كوميديا سوداء مختصرة بحس ساخر جداً.
- سلاسة الانتقال بين الأحداث.
-----
* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *
- الشخصيات سطحية تفتقد للكثير من العمق المفترض.
- اللغة وإن كانت ساخرة لكنها غير جذابة ولا يميزها شيء عدا اللهجة العراقية.
- ختام الرواية انجرف بعيداً عن مضمونها الأساسي.
---------------
* فلسفة / رسالة الرواية *
الكل في الذل والهوان سواء. انت عربي اذن انت لا قيمة لك في وطنك وستظل غارق في دوامة البؤس والشقاء للأبد. أحلامك وآمالك القبور أولى بها.
---------------
مراجعة الرواية:
ناقشت الرواية الوضع المتردي الذي وصل له حال العراقيين ابان الحصار الى ما بعد الاحتلال الأمريكي بشكل حمل الكثير من السخرية والكثير جداً من فراغ المضمون المفترض الخروج به منها.
من خلال شخصية ( عزيز ) المواطن البائس والذي لم يجد في حياته سوى العودة لنقطة الصفر طيلة الوقت والبدء من جديد كل مرة ، نجد اشارة الى ما يعانيه المجتمع العربي عموماً من الغرق في دائرة الهوان والذل وعدم القدرة على الصمود في وجه رياح الديكتاتورية العاتية.
هل كان هذا كافياً لترك انطباع مهم لدى القارىء ؟. من وجهة نظري الشخصية فالرواية شابها الكثير من السطحية وافتقاد المضمون القوي والمؤثر بما يكفي لترك انطباع وبصمة ادبية فارقة خاصة مع نهايتها المخيبة للآمال.
* الفكرة / الحبكة *
هي قصتنا جميعاً كعرب. الديكتاتورية وانعدام العدالة الاجتماعية وفقدان الأمل في الغد واصطدام الأحلام بقطار القمع والكبت والظلم في اطار ساخر يبعث على البكاء.
الشاب ( عزيز ) الذي يجد نفسه في مواجهة واقع مرير ، يحاول الصمود والبحث عن فرصة لتحقيق أحلامه لكنه ما يلبث ان يعود لنقطة الصفر مرة أخرى.
المشكلة انها قضايا نوقشت من على السطح فقط. لم يتعمق الكاتب سياسياً او اجتماعياً او اقتصادياً او حتى دينياً في مشكلات مجتمعه المحلي. من كل فيلم أغنية يقدم لنا طبقاً ادبياً لا يُشبع ولا يُسمن من جوع.
نذر يسير من كل مقدار ونضع عليه الكثير من ملح السخرية ليأكله القارىء ونأتي له بالتحلية النهائية في شكل مشروب فانتازيا عديم الطعم واللون ، يصيب القارىء بحموضة أدبية حادة.
* السرد / البناء الدرامي *
احدى حسنات الرواية القليلة هو اسلوبها السردي السلس والسريع الإيقاع. التفاصيل قليلة مما يساعدك على انجاز قرائتها في وقت قصير.
الحكاية تُروى على لسان البطل ( عزيز ) من نقطة ما في نهايتها ويستعيد معنا شريط حياته منذ نشأته حتى نصل للنقطة التي بدأنا من عندها لنستكمل القليل المتبقي منها.
* الشخصيات *
افتقرت شخصيات الرواية للكثير جداً من العمق. السطحية عنوان بارز لها كأغلب باقي عناصر الرواية.
لم اتفاعل معها ولو بقدر يسير ولم تحرك بداخلي ساكناً رغم المعاناة والحال الذي يثير الشفقة. اعتقد ان هذا حدث بسبب الافراط الشديد في استخدام الحس الساخر في ردود افعالها وطريقة تفكيرها وكلامها الخ.
شخصيات آحادية النمط كعلب البولوبيف. الكل يتشابه حتى وان تبدلت المسميات. للأسف الشديد خذلتي جداً شخصيات الرواية.
* اللغة / الحوار *
لغة السرد والحوار طغى عليها رداء السخرية المحملة بالمرارة لكن بالنسبة لي هذا فرغها من مضمونها العميق الذي استشعرته وقت قراءة سطورها.
هو شيء اشبه بالطبخة التي زاد ملحها لدرجة تجعلك تكتفي ببضع لقيمات ولا حاجة للمزيد.
الشيء المختلف انها مشبعة باللهجة العراقية المحلية - المفهومة بدرجة كبيرة - لكن هذا لا يكفي لترك أثر وجداني يشبع القارىء.
اللغة لم تُسعف الرواية بشكل كبير وضاع بسببها الكثير جداً من الثِقل الذي كنت اتوقعه.
* النهاية *
نهاية مخيبة للآمال بصراحة. الثلث الأخير من الرواية نجد انفسنا نتحول الى فانتازيا ادبية لا محل لها من الإعراب. لا اعلم لماذا لجأ الكاتب الى هكذا حل لختامها ؟.
وجدت نفسي منفصلاً تماماً عن الخط الدرامي الأساسي وفقدت كل رغبة لدي لمعرفة ما ستؤول له الاحداث ، رغم استكمالي لها بطبيعة الحال.
نهاية أصابت الرواية في مقتل وقضت على فرصي المتبقية لايجاد شيء مختلف يحمسني ويشجعني على الخروج بقيمة ادبية حقيقية في نهاية المطاف.
---------------
ختام:
رواية خيبت آمالي لأقصى درجة ولا اجد وصف يليق بها سوى انها نوع من التسالي المُفعمة بألوان صناعية ادبية ضارة بصحة القارىء !.

