الحي الإنجليزي > مراجعات رواية الحي الإنجليزي > مراجعة Hesham Wahdan

الحي الإنجليزي - حماد عليوة
تحميل الكتاب

الحي الإنجليزي

تأليف (تأليف) 3.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

* قراءات سابقة للكاتب *

كانت لي تجربة وحيدة سابقة مع الكاتب وهي رواية ( جراچ الزمالك ).

-------------------------

* نظرة على الغلاف *

غلاف كلاسيكي جداً. حمل صورة تعكس جمال واناقة قديمة لحي المعادي عندما كانت أغلبية قاطنيه من الإنجليز والأجانب.

-------------------------

* المميزات / نقاط القوة *

- المكان هو بطل الرواية.

- طيف واسع من الشخصيات بدون تجميل.

- سرد زمني مكثف ومركز جداً.

- النهاية متسقة مع الخط الدرامي للاحداث وطبيعة الشخصيات بدرجة كبيرة.

-----

* العيوب / نقاط الضعف / الملاحظات *

- لغة السرد اختل توازنها بعض الشيء ما بين رصانة الفصحى والميل الى العامية.

- فاصل زمني كبير نوعاً فيما يخص ربط الأحداث ببعضها مما قد يسبب القليل من التشتت الذهني للقارىء.

- الرواية لا تناسب انصار الأدب النظيف لاحتوائها على مشاهد وألفاظ خارجة بدرجة كبيرة. ( ملاحظة لا علاقة لها بالتقييم )

-------------------------

* فلسفة / رسالة الرواية *

يمكن ايجاز رسالة النص في كشف وتعرية الازدواجية التي اصابت الشخصية المصرية خصوصاً والعربية عموماً على مدار عقود طويلة مما أدى بها الى العيش بشخصيتين متباينتين او اكثر ، ظاهرها لا يتسق على الإطلاق مع نواياها وباطنها الحقيقي.

خلل نفسي اصبح مُزمناً وعلاجه يقترب من المستحيل !.

-------------------------

مراجعة الرواية:

روايات المكان تحتاج الى الكثير من الحكايات والاحداث الزمنية حتى يمكنها تقديم صورة ادبية جيدة تشبع القارىء وتنقل له منظور غير اعتيادي يختلف عن نظرته ومعرفته المسبقة به.

قد تتفق او تختلف مع هذا المنظور الذي يقدمه الكاتب لكن يبقى المكان شاهد على العصر ، يطوي بين شوارعه ومبانيه الكثير جداً من الأسرار والتفاصيل اللا نهائية والتي لا يكفيها مجرد رواية لكشفها.

حي المعادي او كما كان يُعرف باسمه القديم ( الحي الإنجليزي ) يحكي لنا بعضاً من قصصه ويكشف لنا عن القليل مما حدث بداخله على لسان طيف واسع من قاطنيه على اختلاف تصنيفاتهم الديموجرافية وطبقاتهم الاجتماعية ومعتقداتهم المذهبية والدينية والتي تبدلت جميعها وتغيرت على مدار تاريخ طويل منذ انشائه.

* الفكرة / الحبكة *

من خلال رابطة المغتربين الأجانب التي تم تأسيسها قديماً مع انشاء الحي تدور الحكاية. من مدام ( سِريا ) المؤسسة وصولاً الى الخادمة الست ( سميرة ) وابنائها نغوص داخل عوالم متضادة في الشكل والمضمون.

من الجمال والاناقة الى القبح والعشوائية نتعرف على قدر يسير من تاريخ طويل جداً لحي المعادي في اطار حبكة اجتماعية جريئة تداخلت فيها مسارات وحيوات الشخوص وتشابكت من خلال منظور روائي مختلف وغير تقليدي.

* السرد / البناء الدرامي *

انقسمت الرواية الى أربعة اجزاء كان الغرض منهم استعراض تاريخ الحي على مدار فترات زمنية طويلة بدأت منذ تأسيسه وصولاً لمنتصف التسعينيات من القرن الماضي.

على ان الفترة الزمنية الأساسية للحدث كانت بين عامي ١٩٨٠ وحتى منتصف ١٩٩٦. خلال هذه الفترة القصيرة جداً من عمر الزمن حدث فيها الكثير والكثير مما ادى الى تغير وانقلاب بنسبة ١٨٠ درجة للتركيبة السكانية لقاطني الحي وبالتبعية تغيرت طبيعة المكان واصابها قدر لا بأس به من التشوه الحضاري كاسقاط رمزي على ما حدث من تبدلات وتغيرات للمجتمع المصري ككل بشكل عام.

تبنى الكاتب اسلوب الراوي العليم أغلب اجزاء الرواية مع القليل جداً من الحكي على لسان بعض الشخصيات مما اكسب الرواية بعضاً من الحميمية المطلوبة.

من الأمور الغالبة على طبيعة عنصر السرد هي المشهدية المكثفة لغالبية الأحداث. اكثر ما اعجبني هو كيف استطاع الكاتب تركيز ستة عشر عاماً ملائي بأحداث مجتمعية جسام في شكل درامي بصري ممتع وجاذب للقارىء.

ملاحظتي الوحيدة في البناء الدرامي للرواية هناك فاصل زمني كبير نسبياً بين بداية حدث ما واستكماله. اخذنا وقت كبير حتى نربط الخيوط الدرامية ببعضها البعض.

* الشخصيات *

من اكثر العناصر التي لفتت نظري في الرواية هي العدد الكبير لشخصياتها. تنوعت وتباينت على مدار الزمن لكن يبقى التركيز على نوعين أساسين هما الشخصية الغربية والشرقية ومدى التباين الثقافي والفكري بينهما.

الإنجليز هم مؤسسوا هذا الحي قديماً وقاطنيه مع سائر الجنسيات الغربية الأخرى. اذن نحن امام سلوكيات منضبطة كالساعة. بمرور الوقت وتبدل الأحوال - السياسية خاصة - اختلفت ديموجرافية الحي. تشبع بالمصريين والعرب والأفارقة من كل شكل ولون. بدأنا نرى ما لذ وطاب من سلوكيات همجية - اذا جاز التعبير - ادت الى تبدل عنيف في شكل وصورة الحي المعروفة.

برع الكاتب في نقطة اساسية هي تشريح الشخصية الغربية في مقابل الشرقية بدون رتوش. الصراحة والوضوح الغربي ، حتى مع سلوكياتهم المختلفة والشاذى في بعض الأحيان - في مقابل الازدواجية الشرقية ، التلون ، التدين الزائف والطبقية الشديدة بين ابناء الوطن الواحد !.

قُدمت الشخصيات بشكل جريء بلا أي محاولات لاكسابها مثاليات زائفة لتجميل الصورة.

* اللغة / الحوار *

- لغة السرد جاءت تحمل نوعاً من التردد بين الفصحى والميل الى بعض العامية في مناطق قليلة من الرواية. شخصياً افضل الحفاظ على ميزانسين ثابت للغة وعدم الخروج عنه.

- لغة الحوار اغلبها كان بالعامية مع قليل من الفصحى حسب طبيعة الشخصية. هنا كان الوضع أفضل بكثير واكثر استقراراً. من مميزات الحوار انه فضح ازدواجية الشخصيات. الحوار الذاتي على النقيض تماماً من ظاهره العلني. يتبقى الاشارة ان الحوار يحمل الكثير من السوقية وهو أمر لم يسبب لي مشكلة حيث جاء مناسب لطبيعة المتحدث.

* النهاية *

حمل الختام رسالة واضحة. ابن الخولي لن يكون بطلاً في يوم من الأيام. سيظل له دوراً يلعبه لكن مع انتهائه سيلحق بمن سبقوه في دفع ثمن نزوات واخطاء اصحاب البطولة المطلقة.

" الحمير عندهم غير عندنا. فاهم يا حمار ؟ ". طبعاً لن يفهم الحمار شيئاً كالعادة !.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق