⸻
لقد أنهيتُ قراءة رواية “الابنة الفريدة”، وأرى أنها ليست مجرّد قصة تحكي الوقائع، بل هي تجربةٌ إنسانية عميقة قد تمرّ بها أي عائلة.
فيها، عاشت “إيلينا” عذابًا نفسيًا حقيقيًا، وتعرّضت لتوصيفات طبية قاسية تتجاوز حدود الرحمة والإنسانية.
الرواية بسيطة في طرحها، لكنّها تحمل بين سطورها أفكارًا معقّدة حول الأمومة: هل هي اختيار أم فرض من المجتمع؟
هذا السؤال يطرح نفسه على كل فتاة تفكّر في الإنجاب أو الامتناع عنه، إذ إنه قرار كبير يتحمَّل طاقته من يتّخذونه.
إنّ الأمومة ليست هبة سهلة، بل مسؤولية جسيمة. لبناء مجتمع قوي، نحتاج أمهات مؤهَّلات نفسيًا وروحيًا وفكريًا.
كما يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
«الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق
الأم روضٌ إن تعهدَه الحيا بالري أزهر أيما إيراقِ
الأم أستاذُ الأساتذة الأُلى، شغلت مآثرهم مدى الآفاقِ» 
بهذه الأبيات، يؤكد الشاعر أن الأم، إن أُعِدت إعدادًا متكاملًا، ستكون مدرسة تخرّج أجيالًا، وستكون مؤثّرة في المجتمع من خلال تربية الصالحين.
⸻

