الرجل الذي أراد أن يكون > مراجعات رواية الرجل الذي أراد أن يكون > مراجعة Youmna Mohie El Din

الرجل الذي أراد أن يكون - وائل السيد علي
تحميل الكتاب

الرجل الذي أراد أن يكون

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رواية الرجل الذي أراد للكاتب وائل السيد علي

بكل صدق، أحببتُ هذه الرواية حتى غدوتُ عاجزةً عن وصف ما انتابني من مشاعر وأنا أقلب صفحاتها عبر تطبيق بجد وجدتُ نفسي أغوص في حياة رائف، ذاك الشاب الذي يبحث عن ذاته، رافضًا أن يعيش حياةً روتينية يفرضها المجتمع، باحثًا بين الحكايات المتعددة والحيوات المتشابكة عن معنى القبول والتعرّف إلى النفس، بعيدًا عن الأحكام السطحية والقيود المصطنعة.

إنها رواية بديعة، تستحق أن تُقرأ بتمعّن وتأمّل، فهي توقظ الأحلام وتعيد صياغة معنى السعادة في العمل والحياة. ومع أنّ رائف اضطرّ إلى العمل إرضاءً لوالده، فإنّ الظروف والأحلام والرغبات الضائعة قد تقاطعت جميعها في طريقه لتقوده إلى رحلةٍ عميقة من اكتشاف الذات والتصالح معها، والتشبّث بحلم المنصب كرمزٍ للفخر الذي كان يتمناه والده الراحل. وحتى والدته سبقته إلى الرحيل، لتترك في قلبه فراغًا لا يملؤه سوى السعي الصادق نحو ذاته.

عماد، وأكرم، وشريف، وميساء… كانوا أبطالاً رافقتهم في رحلتهم، وعشتُ معهم تفاصيل الحكاية لحظةً بلحظة؛ شاركتهم الحزن والفرح، البهجة والخذلان. لم تكن رحلتهم سهلة، لكنها كانت محمّلة بالمعنى، وأرشدتني إلى أنّ قيمة العمل ليست فقط في المنصب، بل في الفخر الإنساني والروح الطيبة التي تُضيء القلوب.

شعرتُ بحزنٍ عميق وأنا أودّع هذه الرواية، فقد علّمتني أن أرتضي البساطة، وأن أُدرك أنّ ما يهمّ في النهاية هو الأثر الطيّب الذي يتركه الإنسان، والجهد الذي يُبذل في سبيل الروح، وفي سبيل من نحبّ ممّن يراقبوننا من السماء.

لقد لمستني فكرة الرواية بصدق، إذ أعادتني إلى معنى المشاركة، تقاسم الألم والأمل، والإيمان بالنفس وبقدرتها على النهوض من جديد.

ولأوّل مرة، وجدتني أرغب في أن أوجّه شكري الخالص للكاتب وائل السيد، الذي لم أعرفه من قبل ولم أتواصل معه قط، لكنني التقيتُه بالصدفة عبر هذه الرواية، فإذا بي ممتنّة أشدّ الامتنان، إذ أصبحت واحدةً من كتبي المفضّلة. أما نهايتها، فكانت مختلفة ومميّزة، كأنها خُطّت بلمسةٍ لا تشبه سائر الأحداث؛ حتى إنني شعرتُ بالعجز عن الكتابة، وكأنني لا أريد أن تنتهي هذه التجربة الفريدة.

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق