جريمة الابن الصالح > مراجعات رواية جريمة الابن الصالح > مراجعة Shaima Gad

جريمة الابن الصالح - جونج يو جونج, محمد نجيب
تحميل الكتاب

جريمة الابن الصالح

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

الرواية: "الابن الصالح"

الكاتبة: جونج يو جونج.

دار النشر : دار العربي للنشر والترجمة والتوزيع.

المترجم: محمد نجيب.

الرواية على تطبيق أبجد.

***

هناك جرائم لا تُرتكب بالسلاح، بل بالثقة المغلوطة. وهناك آباء يقتلون أبناءهم أولًا وهم على قيد الحياة.

"الابن الصالح" لم تكن مجرد رواية جريمة، بل عملًا يعرّي النفس البشرية حتى آخر قشرتها، ويظهر هشاشتها وضعفها وتخبطها، رواية تسلط الضوء على نقطة ربما غفلنا عنها أبدًا، وتطرح لنا تساؤلًا؛ هل المجرم وسلوكياته هما وليدا ضغوط مجتمعية وظروف غير ملائمة، أم أنَّهما اختيار وإصرار.

🔹 اللغة والترجمة:

اللغة جاءت سلسة، مشدودة بإيقاع يوازي التوتر النفسي للشخصيات. الترجمة كانت موفّقة إلى حد كبير، إذ نقلت الجو الكوري المشبع بالرمزية إلى العربية دون أن تفقده طابعه الأصلي، وإن كان يمكن أحيانًا أن يتمنى القارئ المزيد من السلاسة في بعض الجمل. لكنها عمومًا خدمت النص ولم تفسد عُمقه.

🔹 الجانب النفسي:

هذا هو قلب الرواية الحقيقي. الكاتب يضعك داخل رأس شخصياته، يجعلك تسمع أنفاسهم وتتوتر مع أفكارهم المشوشة. علاقة الابن بالأم كانت أقرب إلى مختبر نفسي مفتوح، تكشف كيف يمكن للحب أن يتحول إلى سجن، وللرعاية أن تتحول إلى لعنة. الرواية في هذا الجانب متفردة؛ جعلتني أتعامل مع الجريمة لا كفعل دموي، بل كصراع داخلي يفتك بالإنسان ببطء.

طرحت الرواية منظور مختلف للجريمة... جعلتنا نتساءل كيف يمكن لسنوات من الضغط والكبت والقمع أن تخلق تمردًا! كيف لموقف واحد أسيء فهمه أن يقتل إنسانًا على قيد الحياة! وكيف لحكم واحد خاطئ أن يخلق نفسًا مشوهة تبحث عن الصدق والأمان!

🔹 الحبكة:

الحبكة تُعد الورقة الرابحة للرواية. الكاتب لا يعتمد على المفاجآت التقليدية، بل على التلاعب بالذاكرة، وزرع الشك في كل كلمة تسمعها. أنت كقارئ لا تكتشف الحقيقة بقدر ما تُسحب إلى داخلها قطعة قطعة. النهاية جاءت ذكية، مباغتة، لكنها في الوقت نفسه متسقة مع البناء كله، وكأنك كنت تعرفها من البداية لكنك لم تجرؤ على الاعتراف.

وقفت عند النهاية كثيرًا، داخلي شعور مضطرب، أحقًا استحق المجرم فرصة أن يعيش حياته كإنسان طبيعي، أم كان عليه أن يستسلم ويعيش كقاتل يكابد جزاء ما اقترفت يداه؟!

هل يستطيع أن يتجاوز ماضيه وسنوات قمعه التي عاشها، وتجربة القتل التي انتهجها هواية يسلي بها لياليه، أم أنَّ تذوق الدم يحفز الشهية لمزيد من السفك والقتل؟!

في النهاية، "الابن الصالح" ليست رواية جريمة عابرة؛ إنها طرح نفسي يتحدث عن هشاشة الروابط الإنسانية، وكيف يمكن أن تتحول العائلة — أكثر الأماكن أمانًا — إلى أكثرها رعبًا.

🔹 اقتباسات مميزة:

"يصبح بعضهم قتلة سواء بالمصادفة، أو بسبب نوبة غضب، أو بسبب المتعة الكامنة في القتل."

"ثمة أشخاص في حياتك لن تستطيع أن تحبهم مهما حاولت."

"ما مقدار ما تعرفه أم عن ابنها حقًا؟!"

"النسيان هو الكذبة الكبرى، الخدعة الكاملة. ليلة الأمس اقترفت شيئًا لم أستطع مواجهته. ونتيجة لذلك، اختار عقلي النسيان."

" يختبئ القدر دائمًا منتظرًا اللحظة المناسبة للانقضاض."

" يحتاج البشر صغارًا كانوا أم كبارًا إلى مكان كي يذهبوا إليه، وشيء كي يفعلوه."

" عندما يتجاوز أحدهم خطًّا محظورًا مرة فسوف يتجاوزه ثانية."

" عاملتني هاتان المرأتان كأنني وسادة مقعد؛ شيء يجب أن يُخنق ويُكبل بالقيود."

#شيماء_جاد

#مراجعات و #قراءات

#أبجد

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق