علي وصفيه (١)
قصة حب و حرب
محمد توفيق
تاريخ مصر يحمل الكثير من الاحداث و الشخصيات التي تستحق ان يصدر عنها الاف الكتب لتعرف الاجيال كيف كانت مصر و شعبها صامدين امام القهر و امام الاحتلال و امام جيوش العالم و لكن هناك احداث اخري في تاريخ مصر تدل علي فكر و ثقافة و اراء مختلفه قاومت الجمود و الافكار المتوارثة حتي وصلت الي ساحات القضاء للدفاع عن حريتها في الاختيار ....
الشيخ علي يوسف و صفية عبد الخالق السادات قصة حب بدأت عام ١٩٠٠ و استمرت سنوات ما بين العشق و الخطوبه و الزواج و التفريق و الطلاق و العودة لمدة ٥ سنوات و تدور احداثها بين منازل الطرفين و منزل الزوجيه و اوراق الصحف و المجلات و ساحات القضاء ...
قصة تباينت و انقسمت فيها الاراء بين أفراد الشعب و السياسيين و الصحفيين و الكتاب و القادة و القصر و الباب العالي ....
في فتره هامة مليئة بالأحداث في تاريخ مصر تدور أحداث تلك القصة الواقعيه التي صاغها الكاتب مؤيدة بما كتب عنها في صحفي و مجلات مصر آنذاك و من واقع ارشيف المحاكم ...
قصة علي و صفيه ..قصة حب بينهما و قصة حرب بين الحبيب ووالد الحبيبه ...
تزوج الشيخ علي يوسف من صفيه بعد فشله في الحصول علي موافقة والدها لمدة ٤ سنوات ليتم عقد القران في منزل زوج شقيقتها في ١٩٠٤ دون علم والدها و بحضور اخوتها ووالدتها ...
و عندما علم الاب رفع قضيه تفريق لعدم التكافؤ بين الزوجين اجتماعيا من حيث الحسب و النسب فضلا عن وظيفه الزوج كصحفي لجريدة تنشر الاكاذيب و تروج لها و تقف امام من يعارض سياسة الدوله دون النظر لمصلحة المصريين فضلا عن انه متزوج و له اولاد و فارق السن بينهما كبير ...
في تلك القصه تصارع جبهتين ووقفت جبهة ثالثه تشاهد دون أن تعلن عن موقفها صراحة ...
الجبهة الأولي تبارك و تؤيد الشيخ علي يوسف
و اهمها الخديوي عباس حلمي و السلطان العثماني عبد الحميد و اللورد كرومر و ناظر الخارجيه و العدل بطرس غالي و المحامي الخاص به حسن صبري ( رئيس وزراء مصر فيما بعد ) ....و كلها اسماء لامعه و هامة و ذلك لان الشيخ علي صاحب جريدة المؤيد الناطقه باسم القصر ...
الجبهة الثانيه تعترض علي تلك الزيجه و تؤيد عبد الخالق السادات في رفضه لها و اهمها الزعيم مصطفي كامل و محمد فريد و الصحف المصريه و غالبية المصريين دفاعا عن التقاليد و الاعراف و مساندة للشيخ الصوفي الذي يلقي كل الاحترام من عامة الشعب ...
الجبهه الثالثه اختارت ان تكون محايدة و تحتفظ برايها ربما حتي تصدر المحكمه قرارها و هم الامام محمد عبدة مفتي الديار المصريه و المفكر قاسم امين و الزعيم سعد زغلول و الشاعر احمد شوقي و الشاعر حافظ ابراهيم ...
انتظر الجميع قرار المحكمة الشرعيه بعد انتهاء الجلسه التي شهدت مرافعات من محامي الطرفين ....
القصه مثيره و شيقه و احداثها كثيره تستحق القراءة و يستحق كاتبها التقدير و الإعجاب...