عند قراءتي لهذا العمل أحسست أنني أنغمس في عالم سريالي غريب، لكنه شديد الواقعية في الوقت نفسه. موركامي يقود القارئ إلى أعماق الوحدة والاغتراب الإنساني، وإلى كيف يمكن أن تتحول الحرب والذاكرة إلى جروح لا تلتئم.
كل صفحة جعلتني أطرح أسئلة عن الذات، عن العزلة، وعن الطريقة التي يلتهم بها الإنسان نفسه حين يُترك لمصائره الداخلية. السرد يتنقل بين الواقع والحلم، وبين الحياة اليومية والعوالم الرمزية، بشكل يجعل القارئ مأخوذاً حتى آخر سطر.
إنه كتاب ثقيل على الروح، لكنه في الوقت نفسه مدهش، يترك في داخلك أثراً لا يزول بسهولة.
عندما كنت استمع الى milonga with lover ، تذكّرت تورو أوكادا؛ كأن الموسيقى تحمل نفس بطء خطواته، وصمته المليء بالارتجاف، وحنينه الغامض لشيء لا يعرف اسمه.