بيروت بيروت > مراجعات رواية بيروت بيروت > مراجعة Rudina K Yasin

بيروت بيروت - صنع الله إبراهيم
تحميل الكتاب

بيروت بيروت

تأليف (تأليف) 4.1
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب رقم اربعون من العام 2025

بيروت - بيروت

صنع الله ابراهيم

تطبيق ابجدh

"" كان لديَّ تصوُّرٌ ضبابي في السابق عن الحرب الأهلية اللبنانية، مؤدَّاه أنها حرب بين التقدُّميين والرجعيين يُحرِّكها الاستعمار، وأن غالبية التقدُّميين من المسلمين، كما أن غالبية الرجعيين من المسيحيين. لكني أدركتُ الآن أن الأمر أعمقُ من ذلك بكثير. وبدَت المشكلة اللبنانية مثل لفافةٍ ضخمة من شرائطَ متعدِّدة الألوان، اشتَبكَ بعضُها ببعضٍ حتى صار فصلُ إحداها عن الأخرى ضربًا من المستحيل"

"" ى أني كلَّما تتبَّعتُ أحد الخيوط، انتهى بي إلى الانقسام الطائفي الشامل، الذي ينفرد به لبنان بين البلاد العربية؛ فاللبنانيون، الذين لم يَزِد عددُهم في يومٍ من الأيام عن ثلاثة ملايين نسمة، توزعهم قرابةُ العشرين طائفة "

الحرب الاهلية اللبنانية: اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 نتيجة تفاقم الأزمات العميقة والمتجذرة، بما في ذلك التوترات الطائفية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى التدخلات الخارجية ودور منظمة التحرير الفلسطينية، حيث تراكمت هذه العوامل لتخلق مناخًا من انعدام الأمن والفوضى أدى إلى اندلاع الصراع الدامي.

حادثة عين الرمانة: الشرارة الأولى: في 13 نيسان/أبريل 1975، استُهدفت حافلة على متنها فلسطينيون في منطقة عين الرمانة شرق بيروت، ما أسفر عن مقتل نحو 20 شخصًا. هذه الحادثة التي عُرفت بحادثة "بوسطة عين الرمانة" شكّلت شرارة للصراع، لكنها أتت نتيجة توترات سابقة، منها مقتل أحد الأشخاص خلال مناسبة لحزب الكتائب اللبنانية المسيحي. تاريخ حادثة عين الرمانة، يُعتبر أنه بداية الحرب بشكل عام، لكن هناك من يعتقد أن الحرب بدأت في وقت سابق، مثل عام 1969 أو 1968 أو 1973. الحرب كانت نتيجة انقسامات طائفية، اجتماعية طبقية، واقتصادية، إضافة إلى التواجد الفلسطيني في لبنان، في سياق إقليمي ودولي معقد بين الحرب الباردة، والصراع العربي الإسرائيلي والتجاذبات العربية.

المراحل الرئيسية للحرب اللبنانية حرب السنتين (1975-1976): كان جزء كبير منها فلسطينيا – لبنانيا، أي ما يُسمّى بالمعسكر المسيحي اليميني، مقابل التواجد المسلّح الفلسطيني. مدعومة إسلاميًا ويساريًا. انتهت بدخول الجيش السوري إلى لبنان.، الصراع مع إسرائيل: بعد هذه الفترة، دخلت الحرب مرحلة جديدة حيث تحالف الفلسطينيون مع سوريا، ورمى نوعًا ما المعسكر المسيحي في حضن إسرائيل.، الاجتياح الإسرائيلي (1982): شهدت هذه المرحلة ظهور حزب الله وزيادة الانقسامات الدموية داخل المعسكر المسيحي، نهاية الحرب: اتفاق الطائف ما بين 1985 و1990، تم التمهيد لاتفاق الطائف، مع تثبيت الوصاية السورية على لبنان.

هي ديانتك؟ ما هي طائفتك؟

هل أنت من الدروز؟ ولا من الشيعة؟ هل أنت من المارونيين؟ ولا من السُنة؟ في لبنان صار الوطن هو الطائفة أو بالأحرى صراع الطوائف!

في وصف صعب تحدث  الكاتب صنع الله إبراهيم من خلال تجربة شخصية عن بيروت وصف كل تفاصيل الخطر في بيروت التي كانت غارقة في خضم الحرب عند قدومه إليها في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1980 بهدف وحيد هو نشر كتاب. وكأنّ حالة الروائي المصري وقت كتابة الرواية، كانت متأثرة بــ لغة الحرب الذي كان يخرج لصُنع الله من كؤوس القهوة والويسكي! كان الطلق الناري قريباً للغاية ومفاجئاً حتى أوشكت كأس الويسكي أن تقع من يدي. وكنتُ جالساً في الصالة مع وديع نُشاهد فيلماً فرنسياً في التلفزيون.

الرواية بعيدة عن الحوار بين شخصيات ولا تركز حول ابطال هذه الرواية ، فهي سرد عن لبنان وبيروت خاصة في احداث الحرب بطريقة صعبة من قبل انسان  لا علاقة له بها وانما تأثر من نارها ، حيث جاء للبنان من اجل نشر كتاب تم رفضه في بلده الام مصر ،""يصل صنع الله"" الى بيروت في زمن الحرب الأهلية في عز بداياتها ليقدم مخطوطة روايته لدار نشر وبسبب الاحداث يطلب اليه عمل اخر وهو كتابة تعليق على عمل وثائقي مختص بالحرب الأهلية اللبنانية ولعدم اطلاعه على تركيبه لبنان والاطراف المتحاربة يأخذنا داخل الرواية في جولة تاريخية تشمل كل ما يحيط بالبنان ، كشف صنع الله جانباً مهماً من الحرب الأهلية نغفل عنه جميعاً فهو رغم ذكره المتكرر للدور الاقليمي اصر على ذكر الخسائر البشرية وعمليات القتل المنهج من كل الاطراف بكل قسوته

من خلال الفلم نذهب لبيروت  الحرب والشوارع المدمرة والقتل على الهوية  و من خلال هذا الفيلم يقوم صنع الله باستعراض وقائع و تطورات و فظائع الحرب، بالتوازي مع الشق الروائي في القصة الخاص بحياة البطل في بيروت، حيث الحياة بكل مناقضاتها تحت ظل الرصاص و التفجيرات و شبح الاختطاف و القتل على الهوية ، فالحروب الدامية والنزاعات المسلحة تفرض نفسها على الساحات الدولية والإقليمية بل وتحمل في طياتها أيضًا نذر الفناء في ظل حرب الإبادة التي يمارسها الإنسان ضد الإنسان بوحشية منقطعة النظير وبأساليب كنا نتوهم أن المدنية المعاصرة والتقدم في نوعية الحياة وأساليب النهوض سوف تؤدى نهايتها إلى احترام حقوق الإنسان المعاصر فلقد تكاثرت السحب في سماوات المعمورة وظهرت علامات كثيرة من المعاناة التي تعيشها شعوب مختلفة ومجتمعات عديدة حتى إن التقدم العلمي والتطور التقني جرى توظيفهما لخدمة أسلحة الدمار الشامل وأدوات القضاء على البشر وهدم المنازل على قاطنيها وترويع المدنيين حتى لم تسلم الكائنات الأخرى من ذلك الخراب الذى يقضى على الأخضر واليابس والإنسان والحيوان وهو ما ترك أسوأ بصمة في عصرنا على جبين البشرية، ورغم كل الجهود التي بذلتها وتبذلها الهيئات الدولية والجهات المعنية فإن جرائم الحروب لاتزال ماثلة أمام الأعين شاهدًا على هذا العصر وما فيه من تجاوزات..

و كعادة صنع الله يظل الجانب الوثائقي في روايته هو الأقوى، من حيث سرد الوقائع ببشاعتها وبترتيب حدوها و بالتزام للحيادية التي تدين الجميع قدر المستطاع -مع انحيازه الفكري لليسار بالطبع- أما الجانب الروائي فهو يأتي كالعادة ناقصا غير مكتمل و محملا بالعديد من الرسائل و الإشارات المفهومة و غير المفهومة، كالعلاقة الغريبة بين البطل و لميا الصباغ بما فيها من الغواية و الاشتهاء و العجز والخيانة و الحيرة، فلم أستوعب بالضبط كل المقصود منها، إلا أنها كانت تمثل استراحة لالتقاط الأنفاس بين فصول المأساة التي كادت تدفعني لترك القراءة من فرط الوجع، و بخاصة الفصل الخاص بتسجيل شهادات الناجين من مجزرة مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين، والذى دمعت عيناي أثناء قراءته من بشاعة ما حدث من القتل بأكثر الأساليب شناعة و التعذيب و التنكيل المادي و المعنوي بالأحياء و الأموات، و هو ما ذكرني بالفصل الخاص بمجزرة صابرا و شاتيلا في رائعة بهاء طاهر "الحب في المنفى" و التي لم تدركها الأحداث في الرواية هنا لحسن الحظ، حيث فاضت الصفحات بالدماء و الألم مالم يكن ممكنا احتمال المزيد منه في رواية واحدة!

تظل شخصيات صنع الله مزعجة لي من الجانب الأخلاقي، حيث البطل لابد وأن يكون سكيرا دائما لدرجة منفرة وغير ضرورية لدراما القصة، والجنس هاجس رئيسي للبطل على الدوام، وإن كنت لا أخفى إعجابي الشديد بلغة صنع الله المميزة والتي تقى رواياته من السقوط في فخ الابتذال.

كان لديَّ تصوُّرٌ ضبابي في السابق عن الحرب الأهلية اللبنانية، مؤدَّاه أنها حرب بين التقدُّميين والرجعيين يُحرِّكها الاستعمار، وأن غالبية التقدُّميين من المسلمين، كما أن غالبية الرجعيين من المسيحيين. لكني أدركتُ الآن أن الأمر أعمقُ من ذلك بكثير. وبدَت المشكلة اللبنانية مثل لفافةٍ ضخمة من شرائطَ متعدِّدة الألوان، اشتَبكَ بعضُها ببعضٍ حتى صار فصلُ إحداها عن الأخرى ضربًا من المستحيل ❝

هذه الفقرة تعبر بالضبط عن فهمي للبنان قبل قراءتي للرواية، ولكني خرجت منها بفهم أعمق وأصح للموضوع، وديموغرافية لبنان، وهي من التشابك والتشعب لدرجة يستحيل معها تخيل استقرار لبنان بكل ما يتناحر فيه من طوائف داخله، ويتربص به من حوله.

رواية قاسية على القلب، مليئة بدماء وأشلاء الأبرياء الذين وجدوا أنفسهم في وسط صراع كتب عليهم معايشته، كل الأطراف فيه هي في الأصل دمى صنعتها أيدي الاستعمار التي لعبت على الطوائف الدينية، وبمرور الوقت تأصل فيها الصراع الط

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق