رواية «لا مكان في الفلك» للكاتبة ريهام عيّاد، كُتبت بقدرٍ عالٍ من الشاعرية والرقّة، وبقلبٍ صادقٍ عميق، إذ تحكي عن ليديا التي تصارع بين ماضيها وحاضرها، مستندةً إلى رفيقها الخيالي، غارقةً في أفكارها وذكرياتها داخل منزل جدّها.

بعد زواجها من رامي، تدخل ليديا في تجربة الحياة الزوجيّة الجديدة، محاولةً التأقلم مع دورتها اليوميّة، بينما يلازمها خوفها وقلقها الدفين.

أبدعت ريهام في السرد بأسلوبٍ معكوس، وكأنّ القارئ يرى نفسه في مرآةٍ صافية تعكس أدقّ التفاصيل، مما جعل الرواية مختلفة، متميّزة، وذات طابع خاص. كانت هذه الرواية إحدى ترشيحات شريف مصطفى الذي قرأها من قبل، وشارك انطباعاته عنها في صفحته الشخصيّة، وهو ما شجّعني على خوض رحلتها بصدقٍ ووضوح.

وجدتني أقع في حبّ هذه الرواية، وأتوحّد مع شخصية ليديا، التي تشبهني في حساسيتها وتفكيرها المفرط. لكن الحاضر حمل اختفاءها وسط تساؤلات رامي، الذي صار غاضبًا من الحياة بما فيها، ومعترضًا على غيابها.

ليديا تحارب أحلامها، باحثةً عن ذاتها، غارقةً في دوامة زواجٍ روتينيّ، رافضةً أن تعيش بلا هدف، متسائلة عن سبب وجودها في هذا الكون.

إنها رواية فلسفيّة، شديدة الحساسية، تنسج تفاصيل رغبات ليديا وكوابيسها المتكرّرة، وخوفها العميق، وألم وحدتها بين أربعة جدران، في غياب زوجها. تصوّر معاناتها في التأقلم مع واقعها، وهي تقاوم بصمتٍ، محاصَرة بأفكارها وحزنها، شاعرة بوجودٍ لا يُرى، ورافضة لتقبّل حياتها الجديدة.

حتى بعد عودة رامي، ظلّت ليديا غائبة أيّامًا وأسابيع، تمحو حضورها في صمت. جاءت الرواية على شكل شرائط زمنية متعدّدة، بين رفيقها الخيالي وروتينها اليومي، وبين حلمها غير المكتمل بإنهاء دراستها الجامعية ومقارنة نفسها بالآخرين.

أما النهاية، فكانت مؤلمة، قاسية، وذات وقعٍ عميق يظلّ يلاحق القارئ. ❞ جانبنا المظلم دائمًا مخفي، أما الجانب المضيء فينا فيعمي الأعين حد الإبهار.‏ ❝

‏اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:‏****

#أبجد

#لا_مكان_في_الفُلك

#ريهام_عياد