لا أستطيع القول أني فهمت فلسفة هذا الكتاب تمام الفهم ولكني استمتعتُ بها تمام الاستمتاع.
- أراد بن طُفيل ربما أن يحسم الجدل الدائر عن إدراك الخالق أيكون بالعقل أم بالروح؟
وردت لفظة الماديين (أو الطبيعيين) هنا وهم من يصدقون حدود ما تصل إليه حواسهم وعقولهم ولا تصديق أو تسليم لما كان أبعد من ذلك. وردت على سبيل الانتقاد حسب ما فهمت للنظرة القاصرة فكيف يمكن استيعاب غير المحدود بأداه محدودة القدرة!
- حي بن يقظان..
كان إثبات على أنه لو تُرك الإنسان في مكان معزول لا عائل ولا مُساعد.. فقط هو والكون الواسع وعقله وفطرته النقية، سيُدرك الإنسان أولا الأشياء بفطرته ويصنفها تصنيفًا بدائيًا ،ثم يترقى في مراحل الإدراك بالعقل إلى أن يصل لتصنيف الأشياء والكائنات أدقّها و جلّها بصورة تُحتّم عليه إدراك خالق الكون ومنظمه.
التأمّل والتفكّر والتدبّر طريق الوصول لله سبحانه وتعالى.
-يظل "حيّ" يترقى في الإدراك إلى أن يصل إلى مقام أعلى مما وصل إليه إنسان آخر..
وهنا اختلط عليّ الفهم وربما شعرت ببعض من الشطحات على الطريقة الصوفية إلا أن هذا لم يمنع استمتاعي أثناء القراءة.
- في مرحلة نهائية يختلط "حيّ بن يقظان" ببشر آخرين فيتحرك بفطرته النقية بدافع أن يعلمهم حتى يذوقوا لذة الوصول مثله - وهو غير مدرك أنه استثناء- إلى أن يقتنع أن هذا المقام ليس للجميع، وأن هناك من يتبّع أهواءه وينسى اتّباع أوامر الخالق ولا يهمه ما دام أمر حياته وأكله ومشربه ولذته مضمون.
فيقرر العودة إلى جزيرته وخلوته وإلى تعبّده لله بدون مشتتات.
-كان في البداية هناك جزء أسطوري ثم تفسير لبداية خلق الإنسان والكثير من الرمزيات لقصص وردت في القرآن ثم التأمل والتفكر وإدراك الكون والمخلوقات ثم تهذيب النفس والوصول وحب المنفعة للناس ،ثم العودة للمكان الأول.
قراءة ممتعة جدا وأظن أنني احتاج لقراءتها مرات ومرات.