مقر للأثرياء يصبح مقبرة لسواهم!
في بارثوليميو، ذاك البناء الأسطوري الفخم( الخرافي، غير الموجود في الواقع) والذي جعله الكاتب يقع بحي مانهاتن، تطل شرفاته على غرب المنتزة المركزي (السنترال بارك)، وقد بنى البناء الفخم القوطي الطراز عام ١٩١٩ والمكون من ثلاثين طابقًا.
للمرة الثالثة أقرأ للكاتب الأمريكي رايلي ساجر، وقد اتسمت تلك الرواية بما سبقها من قراءات لأعماله بالإثارة والكثير من التحفز والحيرة.
فمنذ الصفحات الأولى ينتاب القارئ القلق والحيطة والشك في كلا من الجماد والأحياء على السواء.
لا تعي إذا ما كان اللطف حقيقي أم هو بالحري كقناع يغلف وحشية قابعة هناك في الأعماق.
لا تستطع الوثوق بأي مش شخصيات الرواية بسهولة.
رواياته تجعل قلبك يخفق بشدة!!
ولمثلي، من يعشقون المعاناة وضيق التنفس😅 فأجد ضالتي في أعماله.
في روايته اقفل كل باب، الصادرة عن دار جليس، تناول ساجر الحديث عن الاستغلال في أحقر أشكاله والذي قد امتد لسنوات عديدة وطال العديد من المعوزين والمشردين والذين ليس لهم أحد قد يذكرهم.
ومن جراء ما يحدث به، جنت عائلة بارثوليميو أموال طائلة من هؤلاء الذين قد لا يساوون شيئًا خارج المبنى، لكن حالما يدلفون المبنى بتلك الحيلة التوظيفية يصبحون ذات قيمة عالية في داخله!
افتتح ساجر روايته بمقطع من رواية قلب حالم تتمسك به جولز كآخر ذكرى تتعلق بها بعد فقدانها لشقيقتها جاين ووفاة والديها
وهي تهم بلقاء مسئولة التوظيف في ذاك المبنى الأسطوري آملة في أن تلتحق بوظيفة كجليسة لشقة ما تحويها جدران وطوابق المبنى.
سارت الرواية في خطين متوازيين. خط حالي يبين ما آل إليه حال جولز وحال المبنى على السواء وخط يشهد تلك الفترة التي أقامت فيها جولز بالمبنى في شقة بالطابق الاثنى عشر
وتتلاحق الأحداث لتكشف جولز سر المبنى وغموضه، ولن تنتهى رحلة الكشف هذه بدون خسائر بكل أسف!
كالعادة، استمتعت بعمل مثير، لم يشوبه سوى الترجمة غير المتقنة.

