حسنا..
الغريب... أو بالاصح الاغتراب...
فالغريب هي ما نكونه بالنسبة للناس
أما الاغتراب فتكون الأنا فيه متقوقعة في أبعد نقطة عن العالم..في غربة مصدرها الذات فقط..وإسقاطات هذه الذات.
بدأت الرواية بوفاة الأم..وبجنازاتها التي وصفها الكاتب بدقة غريب متفرج..ببرود متأصل في الروح ...
ثم انتهى المشهد... وكنت أعرف ان الكاتب سيلتف اليه في للاخير... ولكن وبحسب الرأيي...
أن ما حصل لاحقا ...هو جلد الذات في اللاوعي..وما الجريمة التي اقترقها..الا المنعطف الوهمي..الذي سيبني عليه محكمته الخاصة. ليعيد اتهامه من جديد لأكبر ذنب. كيف لم يبك لموت أمه..وتوقعت من الكاتب أن يقول أن قتل العربي ما هو الا وهم او حلم..لكنه لم يقل... بل تركه لنا ...
فالعربي كان بلا اسم..ولا حياة ..ولا اهل ..ولم تكن المرافعة بشأنه بقدر ما كانت المرافعة بشأن جنازة الأم..فهل كان المتجمع آنذاك مليء بالبارين لأمهاتهم؟ وإلا لماذا كانت القضية الثانية هي قتل أبوي حقيقي؟
وهل المستعمر الفرنسي...الذي قتل ذلك العربي مرات عديدة عبر أجيال...سيطالب باسم الشعب الفرنسي بالعدالة له...
ذلك العربي ذلك عرض في الرواية كنكرة وعابر سبيل!
إن جلد الذات يأتي بنفس مستوى البرود واللامبالاة.
وما لفتني أننا لم تعرف طبيعة العلاقة بين الام والابن ..لنعرف سبب البرود...وهذا أيضا مقصود من الكاتب. لأننه أرادنا مع جهة المدعي العام في هذه المحاكمة. دون تعاطف أو تبرير ..
لتكون المحاكمة التي أرادتها الشخصية في أقسى حالتها كرغبة في التطهير أو الجلد...
كاتب ذكي..يعرف كيف يدخلك بالتفاصيل...ويمرر السرد يحواسك ويجعلك مضطربا...