خرائط التيه!
هي خرائط فعلًا، لكن ليست في الجغرافيا وحدها!
بل خرائط من الألم، والحيرة، والتيه الإنساني. رواية تُغرقك منذ اللحظة الأولى التي تضع يدك فيها على الصفحات، فلا تعود قادرًا على الانفكاك عنها.
بثينة العيسى كعادتها، تمسك بخيوط النفس والروح والعقل معًا، وتنسج حكاية موجعة عن فقدان طفل كويتي في الحج، ثم تتسلل معها في السعوية لسيناء لإسرائي.ل!
وما يتبع ذلك من انكسارات ودوائر عبثية بين أروقة الأمن وبين حدود السياسة والتوترات الإقليمية. رحلة تبدأ من مكة، ثم تتشعب لتطال مساحات أبعد، حيث يتورط القارئ في متاهة بحجم العالم العربي نفسه!
هشاشة نفسية واستسلام لليأس من الأب، أمام تشبث بالله واليقين دون السعي من الأم، ليأتي العم الدؤوب ليجمع بينهما في ألم!
القسوة في الرواية لا تأتي من الخيال، بل من حقيقة أن هذا التيه هو تيهنا جميعًا، تيه الإنسان في مواجهة السياسة الفقد والخذلان والبيروقراطية والقدر والخسارات التي لا تعوض!
كعادتها بثينة العيسى، رائعة رشيقة ومعلمة! ❤️

