روحاً > مراجعات كتاب روحاً > مراجعة Mahmoud Toghan

روحاً - أحمد حمادي
تحميل الكتاب

روحاً

تأليف (تأليف) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

‏نعمةُ كتابِ اللهِ مَنَّ اللهُ بها على المؤمنين بعد أن بعث فينا رسولًا منّا، يهدينا ويزكّينا، ويعلّمنا هذا الكتاب وما فيه من الحكمة. قصرٌ من النور، بابُه التدبّر، وحقُّه الحفظُ والخشوعُ والتلاوة، وواجبُه علينا تبليغُه للناس، والسيرُ وفقَ الدستورِ المرسومِ فيه، حتى نصل إلى برِّ الأمانِ والسلام، وننعمَ جميعًا في دار السلام.

‏بهذا الذِّكرِ الحكيمِ عَبَدَ النبيُّ ﷺ ربَّه، ودعا إلى حزبِه، وما كان يقرأُ قبلًا من كتابٍ ولا يخطُّه بيمينه.. بهذا الذكرِ الحكيمِ خرجت أمةُ الإسلامِ من الظلامِ إلى النور، ومن الشرورِ إلى السرور، ومن الغوايةِ إلى الهداية، ومن الحربِ إلى السلام، ومن الخلفِ إلى الأمام.

‏بهذا الذكرِ الحكيمِ فُتِح ملكوتِ الأرضِ والسماوات، فكان شفاءً للقلوب، وتفريجًا للكروب، وعونًا على الخطوب، وغفرانًا للذنوب، ونورًا للدروب، بل كان هو الهواءَ والماءَ لكل حيٍّ من الأحياء .. يهدي اللهُ به من اتبع رضوانَه سُبُلَ السلام، ويُخرجُهم من الظلماتِ إلى النور.

‏إنَّ مجرّدَ تلاوتِه من رجلٍ بسيطٍ قرآنيٍّ تُحدِثُ انقلابًا عجيبًا، وخرقًا غريبًا في ملكوتِ العالمين، تستهدي على أنواره الملائكةُ المُنزَّلةُ من السماء إلى الأرَضين .. به ظهرَ الحقُّ وأبلج، واختفى الباطلُ ولجلج، وعمَّ النورُ وأُسرِج، واستقامَ الطريقُ الأعوج، واطمأنَّ القلبُ الأهوج.

‏بأنواره اتّسعت جغرافيةُ أهلِ الإسلام، وترامت أطرافُها، وتعاظم بنيانُها، وتوطّدت أركانُها، فصارت في المقدّمة، وكلّ العالمين من خلفِها، تقودُهم وتسودُهم، وهم من هم! لم يكونوا من قبلُ شيئًا مذكورًا من الأساس، حتى صاروا خيرَ أمةٍ أُخرجت للناس.

‏كلامُ الله، الله جلّ جلاله، ذلك الذي لا يحصره عدد، ولا يمنعه ضد، ولا عين تبصره، ولا عون ينصره، لا نقص يلحقه، ولا شيء يسبقه، ولا فكر يحويه، ذلك الذي حارت جميع الورى في كُنه قدرته. فلست تُدرك معنى من معانيه بكلّ ما خلق من أفلاكٍ وأملاك، وأراضينَ وسماوات، وكواكبَ وأقمار، وبحارٍ وأنهار، وجبال.

‏توجّه إليك أنت! ومن أنت؟ لا شيء بين كلّ هذا الكون وعظمته، ولكن خاطبك فاستمع لما يوحى، لتجد سؤالًا بربك: أيّ قلبٍ قد يستشعر هذه العظمة فلا يخرّ ساجدًا وراكعًا، رغبًا أو رهبًا، إلّا أن يكون صخرًا أو حجرًا؟ بل ولو كان، ونزل عليه القرآن، لتصدّع من خشية الله.

‏❞ (وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحًا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ نُورًا نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسۡتَقِيمٍ ٥٢ صِرَٰطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلۡأُمُورُ ٥٣) الشورى [٥٢، ٥٣]. ❝

‏لقد كانت تمرّ على النبي ﷺ حالة خاصة عند نزول القرآن، تأمّلوها بالله، كان الصحابة يرونه قد احمرّ وجهه فجأة، ويشتدّ عليه الأمر، ويثقل جسده الشريف، حتى إنّه إذا كان راكبًا على ناقته ونزل القرآن، بركت الناقة.. يا الله! وكانوا يسمعون عند وجهه أصواتًا مختلطة تشبه دويّ النحل، ثم تذهب عنه هذه الحالة فإذا هو يتلو قرآنًا جديدًا نزل للتو من السماء السابعة.

‏(إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلٗا ٥) المزمل [٥].

‏ولمّا كان هذا حالَ رسول الله القويّ الكامل، أكملَ البشر وأجلّ البشر، صاحب المقام الأعظم والجناب الأفخم ، فما بالُكم بنا نحن الضعاف جسدًا وعقيدةً وإيمانًا ويقينًا؟ كيف نتلقّى القرآن وهو يحتاج إلى رجالٍ تحمله، وألسنةٍ تقرؤه، وقلوبٍ تفهمه، وأرواحٍ تتدبّره؟

‏حول هذه المعاني طاف الكاتب ، ولكل مبتعد عن القرآن عاتب ، لأنه وصل بتجربته ورؤيته وفكره وعقله وقراءاته ، وقصص ممن حوله من الناس حصلت معه ومع غيره ، أكدت له حقيقةً أكيدةً ، وأراد أن ينقلها إلى قلوبنا ، قبل عقولنا لنرتشف من معانيها ؛ مؤكداً أن :

للقرآنِ الكريمِ سَطوةٌ تُزَلزِلُ الأركانَ ، وتُدهِشُ الجَنانَ ، وتَطيبُ به القلوبُ ، وتَنفَرِجُ به الكروبُ ، تنزيلٌ من اللهِ اللَّطيفِ ، فيكونُ قوَّةً لكلِّ ضعيفٍ ، وبه يكونُ الشَّرَفُ المنيفُ ، وبلاغةُ كلِّ حَصيفٍ ، وحِصنًا لكلِّ عفيفٍ ، وغايَةً لكلِّ شريفٍ ، يُبصِرُها الضريرُ ويَسمَعُها الأصمُّ ، وتُعجزُ النَّحريرُ وتدهشُ العَجَمُ

‏فالفقيرُ يُعلِّمه القرآنُ أنَّ اللهَ سيُغنيه

‏والضـالُّ يُعلِّمه القرآنُ أنَّ اللهَ سيَهدِيه

‏واليَتيـــمُ يُعلِّمه القرآنُ أنَّ اللهَ سيُؤويه

‏والمريــضُ يُعلِّمه القرآنُ أنَّ اللهَ سيَشفيه

‏والمحـتــاجُ يُعلِّمه القرآنُ أنَّ اللهَ سيُعطيه

‏والضعيـفُ يُعلِّمه القــرآنُ أنَّ اللهَ سيُقـــوِّيه

‏والمكـــــروبُ يُعلِّمه القــرآنُ أنَّ اللهَ سيُنجيه

‏والمكســــــورُ يُعلِّمه القــــرآنُ أنَّ اللهَ سيَجبُرُه

والمظلــــــــومُ يُعلِّمه القـــــرآنُ أنَّ اللهَ سيَنصرُه

‏#أبجد

‏#روحـــاً

‏#ملهمـــــون

‏#أحمد_الحمــادي

‏#مراجعات_محمود_توغان

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
اضف تعليق