الكتاب جرئ؛ جاوز الواقع وخياله، وبدأ حين انتهى غيره من الخيال، فكسر حاجز الزمن ووصل إلى نهاية الزمان قبل أن يصل إليه أحد. إننا قرأنا كثيراً عن أحاديث آخر الزمن كخروج الدجال ونزول المسيح عيسى عليه السلام، ورسمنا في مخيلتنا صورة سريعة عن تلك الأحداث، ولكن أن يصل إلى ذلك القدر العظيم من الوصف وتعيش فيه، فلم أرَ لذلك شبيهاً. هنا نقرأ قصة شاب عاصر الحروب التي أنهت الحضارة وقضت على بني يهود، ثم يعيش تلك الملاحم والانتصارات والمعاناة في صورة وصفها الكاتب في أجمل ما يكون التصوير، وأدق ما تجد من تفاصيل، ثم تدخل في عالم الذكريات والحنين إلى أيام خلت وأناس تركوا الدنيا وتركوا أثراً وراءهم حين كان يطوف بين البلاد يحذِّر من الدجال، ثم ينتقل إلى صراع طويل مع الدجال وأعوانه. ونزول عيسى عليه السلام ليخلص الناس من فتنة الدجال وينشر العدل والرخاء في العالم كله. الكتاب مزيج بين الواقع والخيال، لا يمكن أن تصفه بالواقع المطلق لأنه لم يقع بعد، ولا بالخيال لأنه واقع حقاً كما أخبرتنا الآثار النبوية.
الرواية امتداد لرواية ’’رأس البر‘‘ ولكن لا بأس بقراءتها منفصلة.