تُعد الرواية من أكثر الكتب إثارة للجدل في الأدب العربي الحديث، لكنها بالنسبة لي كانت من أسوأ ما قرأت. فبينما يراها البعض شهادة صريحة عن معاناة الطفولة والفقر، وجدتها عرضًا فوضويًا لماسات شخصية لم يُحسن الكاتب تقديمها.
الكاتب يستعرض سيرته الذاتية منذ طفولته القاسية، ابتداءً من مقتل أخيه على يد أبيه، وصولًا إلى الجوع والضرب والتشرد. هذه الأحداث شكّلت خلفية درامية قوية، لكنها ضاعت وسط كمٍّ هائل من الإيحاءات الجنسية والتفاصيل المخلة.
بدلًا من أن تكون الرواية توثيقًا لمعاناة إنسانية وصراع مع الفقر، بدت أقرب إلى استعراض صادم للتفاصيل حياة الكاتب وشذوذه الجنسي
صحيح أن الفقر قد يدفع الإنسان إلى طرق شائكة، لكن الكاتب حمّل كل انحرافاته على شماعة الفقر، بينما في الحقيقة حياته وخياراته هو من صنعها لا تكاد تخلو صفحة من مشاهد أو إيحاءات، مما جعلني أشعر بالغضب والانزعاج أكثر من التعاطف أو الفهم.
بدلاً من تقديم المأساة بلغة عميقة ورمزية، اكتفى بالتصوير المباشر والمفرط، حتى بدا الأمر وكأنه يكتب لصدمة القارئ لا لتوعيته.
ليت الكاتب لم يتعلم الكتابة ولم يدوّن هذه السيرة بهذا الشكل. وليت الرواية بقيت ممنوعة من النشر، لما فيها من إساءة للأدب العربي وخدش للقيم