اسم الكتاب : الخال
اسم الكاتب : محمد توفيق
عدد الصفحات : 274 أبجد
دار النشر : دار ريشة للنشر والتوزيع
التصنيف : سيرة ذاتية
التقييم : ⭐⭐⭐⭐
عن الكتاب :
"إذا كانت عجائب الدنيا سبعًا ، فالثامنة هي أن تجد شخصًا لا يعرف الخال عبد الرحمن الأبنودي! "
استغرابه كثيراً من هذا المقولة وخصوصاً اني أول مره اقرأ عن الخال عبد الرحمن الأبنودي و إلي هذا الحد هو معروف إلي أن يتم تشبه بأنه من عجائب الدنيا الثامنة ، ولكن بعد أن قرأت هذا الكتاب أدركت معني هذا الكلام فهو ليس شاعراً فقط بل كان روائي وسارد للتاريخ الشعبي ، مناضل ومحارب بقلمه الذي استطاع من خلالها أن يكتب تاريخ لفترة من أكثر الفترات الشائكة في تاريخ مصر الحديث عن طريقه مربعاته التي كان ينشرها بشكل يومي في جريدة التحرير .
وجد الأبنودي أن المربع هو الشكل الأمثل والأقرب إلى قلبه وعقله ،إذ يسهل فيه التنقل بين العام والخاص، والذاتي والموضوعي على حد تعبيره .
فالكتاب لا يتكلم عن سيرة الابنودي فقط بل هو يحكي عن حقبة كاملة من شخصيات صناعة مستقبل أجيال مثل عبد الناصر و السادات وحسني مبارك و عبد الحليم و بيرم التونسي وصلاح جاهين وغيرهم من الشخصيات ممن مروا في حياة عبد الرحمن الأبنودي .
❞ لكنَّ قيمة الخال الحقيقية تكمن في قدرته على نقل الشعر من أحايث المثقفين إلى جلسات البسطاء، ومن حوارات النخبة إلى أحاديث العامة، لذلك فهو يؤمن ويردد دائمًا أن «الشِّعر زَيّ الصعيدي تخونه مرة يخونك طول العمر»! ❝ فالشعر بالنسبة للخال لم يكون مهنة بل كان حياته كلها .
نجاح الكاتب في وصف الاماكن بدقة عالية مثل القرية التي ولده فيها وتفاصيل حياته في الصعيد ، كما وصف وصفًا تفصيليًا لشخصية عبد الرحمن الأبنودي من حيث ملامحه وطريقته في الكلام وحركاتها، وذلك جعلك تنغمس في التفاصيل وتتخيل كل المشاهد بدقة .
هذا هو ميراث الأبنودي الأكبر من أمه فاطمة قنديل التي كانت تدعوا له في كل وقت ،كما فعلت المستحيل من أجل حياة ابنه الذي ولدُ في أيام من النادر أن يعيش فيها إنسان ، وإذا عاش فإنه يعيش عليلًا، وإذا وقف فإنه سرعان ما يسقط ، لذلك ظلت فاطمة قنديل تشعر بأنها حققت أكبر معجزة في الدنيا؛ وهي أنها أبقت ابنها «عبد الرحمن» على قيد الحياة بعد قتال مرير، وحرب ضروس ضد الطبيعة وقوانين الوجود بخبرتها الطبية النادرة، ووعيها بتجارب السابقين.
دور فاطمة كان أكبر في حياة الأبنودي حيث تحملت عناء التربية وحدها حين نسيها زوجها ، لينشأ في عالم فاطمة قنديل وأمها (ست أبوها) حيث حب الحياة والناس والخيال، وفاطمة امرأة زادها الخيال لذلك فهي تُعد المدرسة الأولى التي تعلم فيها عبد الرحمن الأبنودي فن الحكي، فبفضل قصصها نما خياله، وزاد حبه للناس والفن بكل أشكاله .
وأكثر ما ابهرني في حياة الأبنودي هو أنه كما كتب تفاصيل حياته ،كذلك كتب تفاصيل موته بنفسه، من كل شيء مثل وصيته ،وحدد من اختاره ليغسله وأخبرني أنه قد أعدَّ كل شيء لجنازته وعزائه، وأشرف بنفسه على أدق التفاصيل ، وجهز قبره لاستقباله ،هذه التفاصيل أثرت فيه كمية الشجاعة والحكمة شعرت كأنه يختم قصيده من قصائده طالما أحبه بروح محبه للحياة والموت، ويودعنا بنفس البساطة التي عاشها فيها ومات بها .
رأيي في الكتاب :
اعجبني جداً الكتاب وطريقة سرد الأحداث مع اني مش من محبي قراءة السيرة الذاتية لكن استمتعت جداً وهذه اول مره اقرأ للكاتب واقرأ عن عبد الرحمن الأبنودي .
اقتباسات اعجبتني :
❞ هذا هو الخال كما عرفته؛ مزيج من الصراحة الشديدة والغموض الجميل، من الفن والفلسفة، من غاية التعقيد وقمة البساطة، من مَكْر الفلاح وشهامة الصعيدي، من ثقافة المفكرين وطيبة البسطاء. ❝
❞ نحن، المصريين، مصابون بمرض تحقير مَن نعرفهم، والاستعلاء على الآخرين، ونحن غالبًا لا نعترف للعبقري بعبقريته لمجرد أنه يعيش بيننا -مثلما يقول العم خيري شلبي- نراه في لحظات ضعفه، نراه إنسانًا عاديًّا، وحتى إذا التفتنا إلى مواهبه فإننا لا نتعمقها، خصوصًا إذا كانت موهبة فذَّة. ❝
#أبجد
#الخال
#محمد_توفيق