حافة رطبة > مراجعات كتاب حافة رطبة > مراجعة Murad Azzam

حافة رطبة - عزة سلطان
تحميل الكتاب

حافة رطبة

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

3️⃣ #شغف_الكتب

الغُربة… أنثى تمشي على الجمر

الغُربة ليست سفرًا إلى مكان آخر، بل هي هبوطٌ طوعيٌّ في جحيمٍ يأكل الأجساد، ويضيق بالأنفاس، ويستنزف الروح. يبدأ الأمر في الوطن، حين تتعاظم المتطلّبات، وتنسدّ الأبواب، وتغدو الطرق جميعها مسدودة أمام الساعي إلى رزقه وكرامته، فلا يبقى أمامه سوى أن يرحل.

لكن… حين ترحل المرأة، فالقصة تأخذ منحى آخر...

امرأة في الغُربة يعني جحيم.

امرأة في الغُربة يعني وجع.

امرأة في الغُربة يعني ألم.

امرأة في الغُربة يعني حنينًا متواصلًا.

امرأة في الغُربة يعني شعورًا بالكبت والوهن

امرأة في الغربة عذابا وموتًا بطيئًا.

في مجموعتها القصصية "حافة رطبة"الأقرب إلى المتتالية، تصحبنا الكاتبة عزة سلطان إلى غرباتٍ متعدّدة، حيث البطولة هذه المرة ليست لرجل يكدح في الغربة كالمعتاد ، بل لنساءٍ يواجهنها وجهاً لوجه. هنا، يتبدد ذلك التصوّر التقليدي عن المرأة ككائن مدلّل يتكئ على كتف الأب أو الزوج، ليحلّ مكانه واقعٌ فادح: امرأة تُطالب بالحقوق، وتُثقلها الواجبات، وتقف في مواجهة عالم قاسٍ بلا سند..بلا مدد

بطلات بلا أسماء ولا أوصاف، إلا ملامح العزيمة والحفر في الصخر. يتنقّلن بين أحلامٍ مكسورة، وتجاربَ مُجهضة، ومحاولات عمل تصطدم بواقعٍ لا يرحم. الغربة في عيونهنّ ليست بُعدا عن الوطن، عن الأهل ، بل هي جحيمٌ ووجعٌ وألمٌ وحنينٌ وكبتٌ ووهمٌ وموت بطيء.

بطلات هذه الحكايات يقفن في وجه الريح، لكن السفن لا تصل أبدًا إلى الميناء..يغرقن في بحرها المتلاطم كل واحدة تعود خالية الوفاض، مثقلة بخيباتٍ متلاحقة، عاجزة عن الإمساك بجرعة أمان، أو لمحة نجاح، أو حتى يقينٍ بأن القادم أفضل.

هذه القصص صرخة استغاثة ليست بكاءً على الأطلال، ولا تسويقًا لليأس، بل هي نقلا عن واقعية تُرغم القارئ — لا سيما الرجل — على النظر في مرآة نفسه، ومراجعة تصوّراته عن معنى الصبر والتحمّل. لقد منحتني هذه المجموعة درسًا نفسيًا عميقًا: كلما استدعاني الألم، أو داهمني الوهن، فتحت هذه الصفحات لأتذكر أن وراء الحروف نساءً من لحمٍ ودم، ربما الواقع الذي يعشنه أوجع من كل ما كُتب.

لغة الكاتبة بديعة، شاعرية وموجعة في آنٍ واحد، سردها دافق بالانفعال والصدق، وأسلوبها يوازن بين الجمال الفني وقسوة الحقيقة..حافة رطبة لم تكتفِ بإمتاعي، بل هذّبتني وأبكتني، وتركت في روحي أثرًا لن يُمحى..من 15 قصة وقعت في 123 صفحة فقط .. 🙏🙏

#شغف_الكتب

#فنجان_قهوة_وكتاب

#شغف_الكتب_الموسم_الخامس

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق