رضا > مراجعات رواية رضا > مراجعة Murad Azzam

رضا - نهى داود
تحميل الكتاب

رضا

تأليف (تأليف) 3.9
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

‏🔟 #شغف_الكتب

‏نُهى داوود، هذا الاسمُ المميَّز جدًّا في عالم الأدب البوليسي، أو أدب الجريمة كما يُسمِّيه القرّاء، تُلقَّب بـ "أجاثا كريستي العرب"، وهي بحقٍّ تستحق هذا اللقب عن جدارة. ما ندمتُ مرّةً قرأتُ فيها للكاتبة، بل استمتعتُ بكل عملٍ لها، لأنّها تأخذنا فعلًا إلى عوالمها؛ نفكِّر، نبحث، ندقِّق، نتألّم، نواجه، حتى نصل في النهاية إلى تمام المتعة العقليّة والنفسيّة والمعنويّة.

‏الأدب البوليسي – كما ذكرتُ سابقًا – هو نوعي المفضَّل، وخاصّة بعد فترات الانغلاق أو "بلوك القراءة"، إذ يكون هو ملاذي الوحيد، ولم يُخيِّبني يومًا في انتشالي وإعادتي إلى سابق عهدي في القراءة.

‏هذا الموعد مع الكاتبة البارعة كان برواية رهيبة جدًّا، رواية اسمها "رِضا". بهذا الاسم الغريب تسرَّب إلى أعماقي ظنٌّ أنّها رواية اجتماعية، ولمّا دخلتُ صفحاتها الأولى صار ظنّي هذا يقينًا: رواية اجتماعية، حياة بسيطة لفتاة كادحة اسمها رضا تتعلّق بشابٍّ ثريٍّ من عائلةٍ شديدة التقاليد، ويتزوّجان، ولكن تأتي الرياح دائمًا بما لا تشتهي السفن.

‏في الناحية الأخرى نجد عائلة مرموقة، ربّها هشام موظف البنك الذي يعيش في فيلا مع وليده من زوجته السابقة زين. وهناك يلتقي بالأستاذة نانسي، الفتاة الجميلة الأرستقراطية، وبعد اللقاء تنمو العلاقة بينهما لتنتهي بزواجٍ سريع. جميلٌ هذا الخلط حتى الآن بين علم النفس والاجتماع والمنطق: الرضا والاستسلام، والرغبة في الحياة.

‏لكن، وعند نقطة معيّنة، يضرب الظنّ واليقين عرض الحائط؛ إذ تأتي زيارة من صديق قديم اسمه معتز لـ نانسي وهشام. ومن بعد هذه الزيارة تتغيّر تمامًا الأحداث والفكرة والحبكة واللغة، لتتحوّل الرواية إلى عملٍ بوليسيٍّ بامتياز، بجريمة قويّة جدًّا.

‏فإذا بالقلب الذي كان مع الوضع الاجتماعي يفسح المجال للعقل، فيبدأ النقاش والتفكير والتدقيق والبحث عن القاتل. هناك ضحيّتان، حتى تفاجئنا الكاتبة – كعادتها – بما لن أبوح به، حتى لا أفشي سرّها.

‏الشخصيات بُنيت بعذوبة وانسيابية ودقّة، واختيار الأسماء كان له وقع جميل على القارئ، ولكل اسمٍ مغزى وغاية ، إلا إسم معتزة استغربته ، لكن بداية من رضا ، وأم رضا ، وهشام ، ومعتز ، وولاء ، وزين ، وحنان .

‏غير أنّ بعض الشخصيات كانت ثقيلة على قلبي، كشخصية نجاة أخت هشام، تلك التي تدّعي المثالية المفرطة، وتلعب دور المحقّقة البارعة، وتتدخّل في شؤون الآخرين وتبسط سلطانها على الجميع. ورغم أنّها كانت محقّة وتبحث عن العدل وتطبيق العدالة، فإنّني كرهتها.

‏وعلى الناحية الأخرى، سوسو أو سعاد أخت رضا – أو .... كما سيتضح – شخصية انهزامية، مستسلمة، سيئة من البداية للنهاية، أيضًا كرهتها.

‏أمّا اللغة في الرواية، فكان لها مكانة قيمة؛ حيث السرد السلس البسيط المنمّق الجميل غير المتكلّف، والحوار المكثّف باللهجة العامية المصرية. الحبكة في الرواية كانت جيدة إلى حدٍّ ما، ولم أتوقّع القاتل أصلًا، ولا توقعتُ أن تنتهي الرواية بتلك النهاية التي أُعجبتُ بها كثيرًا.

‏صراحة، أعجبتني فكرة الفلاش باك المتكرر، والتنسيق والربط بين الحاضر والماضي والنهاية، ودوران كل ذلك في قالب: الانتقام أم الاستسلام؟ الرضا أم السخط؟ السلام أم الحرب؟ الفتنة أم الأمان؟ كل ذلك في عمل اجتماعي – بوليسي – تربوي معًا ، شيءٌ جميلٌ جدًّا أحببتُه للغاية..

‏#شغف_الكتب

‏#فنجان_قهوة_وكتاب

‏#شغف_الكتب_الموسم_الخامس

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق