1️⃣ #شغف_الكتب
العُراة.. رواية بلا رواية
حين أصدر الكاتب المثير للجدل إبراهيم عيسى روايته "العُراة" في بدايات مسيرته، أعيد نشرها عن دار ريشة للنشر والتوزيع، بدا أن القارئ على موعد مع عمل استثنائي. فالرواية تتصدّرها مقدمتان ودراستان نقديتان لاسمين كبيرين في عالم النقد العربي: رجاء النقاش وإدوارد الخياط، وهو ما أوحى بأننا أمام نص عميق، غائر في الفلسفة، مشبع بالأفكار، متخم بالأسئلة الوجودية، نابض بالجدل السياسي والديني والاجتماعي.
لكن الحقيقة صادمة... فما إن تطأ قدماك عالم الرواية حتى تدرك أن كل تلك الوعود سراب. لا عمق، لا فلسفة، لا أسرار، بل ولا حتى حكاية تُمسك بخيطها. شعرتُ بالملل يتسلّل من بين السطور، ثم تحوّل إلى كلل، ثم ضيق لم أفق منه إلا وأنا أغلق الكتاب متسائلًا: ما معنى هذه الرواية؟ إلى ماذا ترمز؟ أين القصة؟ أين الهدف؟ أين الشخصيات؟
لم أجد شيئًا يُذكر. لم أجد رواية أصلًا. وجدتُ فقط تدفقًا متعثرًا لأفكار متشابكة، وأيديولوجيا شخصية حاول الكاتب أن يُسقطها على الورق، فجاء النص مشوشًا مرتبكًا، بلا حبكة، بلا بناء فني، بلا ملامح سردية. حتى اللغة التي ربما كانت لتخفف من وطأة هذا الخراب، جاءت متكلّفة، مثقلة بالحشو، على الرغم من قصر العمل واختصاره.
قلت في نفسي: ربما المشكلة فيّ، ربما هذا النص أكبر من قدرتي على الفهم. فأعدت القراءة، وعدتُ إلى مراجعات القراء، لكنني وجدت الأمر واحدًا؛ اتفاقًا شبه تام على أن العمل بلا مغزى، بلا روح، بلا أثر.
"العُراة" مشروع أيديولوجي مضطرب، خرج من قلب كاتب يبحث عن صوت، فجاء صدىً متكسّرًا.
#شغف_الكتب
#فنجان_قهوة_وكتاب
#شغف_الكتب_الموسم_الخامس