أتبعكِ إلى العتمة > مراجعات رواية أتبعكِ إلى العتمة > مراجعة Youmna Mohie El Din

أتبعكِ إلى العتمة - فائقة قنفالي
تحميل الكتاب

أتبعكِ إلى العتمة

تأليف (تأليف) 3.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

رواية : أتبعك إلى العتمة

تأليف: فائقة قنفالي

هذه هي قراءتي الثانية للكاتبة فائقة قنفالي، التي أحببت طريقتها في الكتابة النسوية. لا أمانع أن تميل كتاباتها إلى الواقعية أكثر من الخيال، بل على العكس، هو ما يجذبني إليها. لهذا اخترت هذه الرواية، التي – على حد علمي – حظيت بإعجاب القراء والكتّاب في مجموعات القراءة. كنت أود اقتنائها منذ وقت ليس ببعيد، ولم يمنعني شيء من قراءتها سوى انتظار اللحظة التي أكون فيها بكامل شغفي، بحكم محبتي لأسلوب فائقة التي تجيد نسج الحكايات النسوية من الألم والولادة والأطفال وجسد المرأة، بلا فجاجة ولا ابتذال، وكأنها قد نذرت نفسها لتحكي كل قصص النساء، متقنةً التلاعب بخيوط السرد.

رسمت الكاتبة مسار الرواية بحساسية بالغة، منذ لحظة الميلاد الأولى التي تشع نوراً في حياة بائسة، مروراً بالغوص في تقاليد وعادات المجتمع، مستخدمةً لغة فصيحة وحوارات تحمل بصمة خاصة لا تشبه أحداً. فائقة ليست كاتبة عادية؛ إنها امرأة عاشت الألم، وتعرف مرارة الحسرة التي تأكل قلوب النساء كلما داهمتهن قسوة العالم.

تمسكتُ بكلماتها الصادقة، التي جاءت من زوايا مختلفة، ومن منظور آخر، لتشكل رواية مدهشة بغرابتها، وكأنها وُلدت من براءة الصدق وروح طيبة وسط حياة تنهشها الذئاب والناس بلا رحمة.

كل ما أدركته أن الكاتبة تبحث عن النور وسط العتمة، عن شعاع يزداد وهجاً كلما ازداد الألم، ترسم النساء في مخاض الحياة، و العائلات المفككة، والأجساد التي تحمل أفكارها في عظامها العارية. كتبت رسالة ألم وحسرة عن النساء اللواتي يعانين العذاب النفسي والجسدي، وعن التفرقة بين الذكور والإناث في مجتمع قاسٍ لا يرحم، مهووس بالتقاليد التي تُقاس بليلة العرس، والشرف الذي يرفع مناديله البيضاء فوق جراح العروس وندوبها.

شمس، بطلة الرواية، فتاة شديدة الحساسية، بقلب نقي، تحيا ضحية في قريتها التي تحولت إلى عتمة سوداء. براءتها لم يمسسها عار، لكنها غارقة في حزن عميق تجاه أهل البلدة ومعتقداتهم الجامدة. تبحث عن النور الذي يذوق طعم الأمل بعد الألم، متمسكة بأمنيتها الوحيدة: طفلتها التي لم تأتِ، خوفاً من ماضٍ ثقيل، ومن رجال ذئاب لا يعرفون الرحمة، يلتهمون الجسد بشراهة لإشباع رغباتهم.

هذه الرواية مرهفة الحس، تصوغ أصوات النساء كمرآة صافية تعكس الواقع، دون تزييف أو تجميل. تُكتب من القلب، بصدق وإنسانية، حتى لتغدو مرآة لكل امرأة. رواية صعبة لا يمكن تقليدها، مختلفة عن غيرها، قوية بما تحمله من صوتٍ صريح عن حقوق المرأة، والولادة، والألم، والحزن، والمعاناة.

❞ طريقي ميتة، وأنا خائفة ووحيدة. لكنّي سأتبع الضوء في داخلي حتَّى يقودَني إلى العَتْمَة ❝

❞ ‫ إنّه مؤلم أن تهجُري أبناءَكِ، بسبب ظلم القانون، وترعي أبناء امرأة أخرى، هم، أيضاً، لا يقبلونكِ. ❝

❞ كل مشاكلنا وأمراضنا مرتبطة بالطفولة، وإننا لا نشفى منها إلَّا إذا عُدنا إلى هناك، وواجْهنا مخاوفنا. نواجهها كأنها المعركة الأخيرة. معركة الحياة الأخيرة ❝

‏اقرأ الكتاب على @abjjad عبر الرابط:‏****

#أبجد

#أتبعكِ_إلى_العتمة

#فائقة_قنفالي

Facebook Twitter Link .
1 يوافقون
اضف تعليق