أسم العمل: سيادة القاضي
الكاتبة: نور عبد المجيد
عدد الصفحات:240
التصنيف: اجتماعية/إنسانية
صادرة عن:دار المصرية اللبنانية
التقييم:⭐⭐⭐⭐⭐
تلك لم تكن المرة الأولى التى أقرأ فيها للكاتبة "نور عبد المجيد" ولكنها المرة الأولى التى اكتب فيها مراجعة لإحدى رواياتها (اللى قرأتهم كلهم بالمناسبة) اعشق أسلوبها رغم بكائى كل مرة ورغم حالة الحزن التى تمتلكنى بعد انتهائى من القراءة لكنى أعود كل مرة للقراءة لها للغوص فى قصصها الواقعية والإنسانية التى تلمس جروح كثيرة فى المجتمع والقلوب
رواية" سيادة القاضي " هى قصة واقعية مستوحاة من ملفات قضية حقيقية، تدور حول "رجائي"، المحكوم عليه بالإعدام، الذي يكتب رسالة للقاضي يروي فيها تفاصيل حياته وصراعاته العائلية ،يروى كيف أن حب الأهل يتحول أحيانًا لامتلاك وتحكم، ويكشف التقاليد المجتمعية البالية ، وكيف يكون الاستقلال عقوقًا..
إنها حكاية أبوين يسود الصمت والكتمان حياتهم ، يتأرجحون بين الحب والصمت ، يخفون أسرار من الماضي ..
🔺هل أسرار الماضي تجعل المستقبل مخيفاً ؟
🔺هل أصابت لعنة الخطيئة بيت العطار وأبت أن تتركه؟
🔺هل نرث من آبائنا الخطايا كما نرث الصفات؟
🔺هل يحق للأهل تجريد الأبناء من الخصوصية والاستقلال بدافع الحب ؟
الجميع فى المنطقة الرمادية لا أرى أحداهم جانيًا والآخر مجني عليه،الجميع هنا ضحايا..
ضحايا صمت، تربية خاطئة، جهل، حرمان
الشخصيات:
"صابر العطار " الأب الطيب لكنه متملك لابنته فاطمة، ينكر مرور الوقت ، يعاني من صراعات داخلية بين الحب والتملك.
"سيدة" أم صامتة وخاضعة في البداية، تتحول لشخصية متشددة بعد وفاة زوجها
هل كانت جاحدة أنانية أم منتقمة تنتزع حقها المسلوب من الحياة؟
"رجائى"ابن صامت ،هادي، مراقب ومطيع لأبويه ، يتركهما يتحكمون في كل ما يخصه
هل هو ابن مطيع وجيد أم أن كبت أحلامه وطموحاته بالإكراه صنعوا منه الابن الجيد ،لكنه الضعيف والمقهور الذى يعاني من صراعات داخلية.
"فاطمة"فتاة أبيها المدللة، التى أردت ضبط ميزان الحب بين من اختاره قلبها وحب أبيها لها ، فأصبحت متهمة بالجحود فقط لأنها أرادت حياة زوجية هادئة بعيدًا عن الضغط والتأنيب و علاقة الأب المتملكة ،لكن تدفع ثمن ذلك غالي.
"وديدة " زوجة "رجائى" تمثل له الأمان والدعم وسط كل تلك الصراعات.
"صفاء" (ابنة رجائي): ثمرة الجهل وانعدام الخصوصية،طفلة تربت على رؤية ما لا يفترض أن تراه ، فخرجت من الطفولة مشوهة ،لتصبح الخنجر المطعون فى قلب أبيها.
"الطيب " (الأخ الأصغر) ولد يتيماً بموت أبيه وإهمال أمه له
لتحتضنه "وديدة" ،لكنها لم تعوضه عن الأم ولم يعوضه" رجائى" عن الأب ، انه مزيد من الحرمان ، الذي ينتهي بالفاجعة الكبري .
الرواية تصوير واقعي مؤثر لجوانب نفسية واجتماعية معقدة فى صفحات قليلة، بأسلوب شاعري وعاطفي للغاية، يغوص في تناقضات النفس البشرية والألم والعلاقات المعقدة.
النهاية مؤثرة ومأساوية، وتطرح تساؤلات عن العدالة والقدر والرحمة.