أسم العمل : الحاوي
للكاتب : حسام حسين
دار النشر : دار دوّن للنشر والتوزيع
-الموت… تلك الحقيقة المطلقة في هذا العالم.
لكننا نخشى الاقتراب منها، ونتذكرها فقط عندما تأخذ منا عزيزًا. نشكو قسوتها وقلة حيلتنا، ثم نرضخ، مهدئين أنفسنا بأن العزيز في كنف الله ورعايته.
أحمد الحاوي… مثلنا جميعًا، يتخبط بين الحسنات والسيئات، بين الخير والشر. يتضرع إلى الله، يصلي، يتصدق، لكنه — في جلسة شر مع أصدقاء — يقع في فخ ضعفه، فيتعاطى الحشيش.
وفي يوم ما، باغتته أزمة قلبية. بين تعلّقه بين السماء والأرض، تحت أضواء غرفة العمليات القاسية، انقطع الخيط… ونزل إلى القبر بلا شفيع إلا عمله.
هناك، تحت التراب، لم يكن وحده. كان بين موتى يسرد كل منهم حكايته، بلا أقنعة ولا أعذار. الحقيقة عند الموت عارية تمامًا، مجردة من أي تزييف.
رأى الحاوي الصالحين الذين فعلوا الخيرات في حياتهم، وكيف ظل أبناؤهم يتذكرونهم بعد وفاتهم، فتزداد قبورهم نورًا مع كل دعاء وصدقة وقراءة قرآن.
ورأى ذلك الصالح الذي كانت روحه تهيم بين الموتى للصلح بينهم، بين القاتل والمقتول، فيغدو السلام رابطًا حتى في العالم الآخر.
كما رأى القبور المظلمة التي ضاقت بأصحابها، أولئك الذين لم تطأ أقدامهم طريق الله أو ضيعوا عمرهم في الغفلة، تحيط بهم آهات الندم ولا ينفعهم البكاء.
رأى من لحق بالتوبة فنجا، ومن رحل قبل أن يعود إلى ربه، فبقي أسير ظلمته. هناك، كل كلمة صادقة، وكل ذنب حاضر، وكل حسنة نور يبدد العتمة.
الأساطير التي كنا نسمعها عن الموت… ما حقيقتها؟ ربما لا يهمني ذلك، فكلنا سنعبر إلى العالم الآخر اليوم أو غدًا. فهل تكون التفاصيل مهمة، أم المغزى من المعنى؟
وأن الحقيقة الوحيدة أننا إلى الله راجعون.
“الحاوي” يأخذك إلى عالم آخر، ثقيل لكنه الحقيقة الوحيدة التي لا مهرب منها. يكشف أن ما نزرعه فوق الأرض، نحصد نوره أو ظلمته تحتها.
رواية ثقيلة مشاعريًا، رائعة لغويًا، وحقيقية حد الألم. لأول مرة أقرأ لحسام حسين، لكن قلمه المبدع لن يجعلها الأخيرة.
إنها رواية قد لا يجرؤ الكثيرون على قراءتها، لأنها تواجهنا بما نهرب منه، لكنها تستحق القراءة والدهشة، وتستحق أن تدفعك للتفكر ومراجعة نفسك…
ولتملأ حياتك بالنور، ليبقى معك بعد الرحيل، وتظل ذكراك بين الناس مقرونة بالخير، فيزداد ضوءك مع كل دعوة وعمل صالح..
#شغف_الكتب_الموسم_الخامس
#شغف_الكتب
#فنجان_قهوة_وكتاب
#الحاوي
#أبجد