✍🏻فى حقيقة الأمر لست فى الجانب المتقبل لنوع الرواية غير أننى لا أحمل لها تمام الرفض إذ وجدتنى أستمر فى قراءتها وأستحسن للكاتب محاولته إخراج هذه الفكرة الصعبة وتقديمها القوى وعلى غير عادتى أكتب ريفيو لعمل لست من معجبيه وإنما إشادة وتقدير لمحاولات الكاتب هذا التوغل المختلف والمتميز.
✍🏻ربما تختلف معى عزيزى القارئ فى أنى لاأحب اللعب فى الثوابت أو أساسيات الخليقة ولكن مؤكد تتفق معى أن الكاتب لعب لعبة خطرة وأن خلق عالم جديد لرواية ليس سهلا فمابالك بمن قلب الثوابت رأسا على عقب وأقتحم عالم الخالق والخلق وتأسيس الكون بمن وما هو عليه وصنع محاكاة لخلق الإنسان وتناسله وما حازه فى الأرض من اللغة والمعرفة والتعمير.
✍🏻أول نقطة جذبتنى للرواية اللغة عربية فصحى بكلمات ومصطلحات ليست سهلة على الإطلاق حيث استخدمت جوجل لأفهم كثير من الكلمات وإنما موائمة لطبيعة النص ، بحروف مشكلة وكأنك تقف أمام نص مقدس من القرون الغابرة (غير أنى وددت لو قلت نسبة تواجد تشكيل الحروف حيث أربكنى التشكيل فى كثير من الفقرات نظرا لدسامة الطرح خاصة فى توغل الأحداث فى الجزئين الثانى والثالث)، أيضا فى بعض الفقرات وقفت قليلا حائرة أمام بعض الكلمات أو الجمل إذ وجدتها غريبة عن النص مثل حديثهم عن سمنة أبيهم بعد فراق .
✍🏻السرد سرد قوى ممتع ويمتلئ بأساليب التشبيهات والإستعارات والتصوير والكنايات
الرواية ممتلئة بالأفكار والأحداث المتلاحقة الدسمة أعتقد أن كل فكرة جديدة كانت تستحق أن يفرد لها فصلا منفصلا خاصا بها
مثل فقرة إيراكان وتعلم الرسم أوفقرة شجرة الحكمة أو فقرة كل صراع مع وحش من الوحوش أو فقرة الولادة للأبناء أو وهكذا..
✍🏻أما الحكاية فهى ثلاثة أجزاء
يحكى الأول حكاية أرض أسطورية تحكمها الآلهة رحمها الطين وجنسها الأول هم رجال غير مكتملوا الخليقة طعامهم عسل من ورد حشائش الأرض ثم يلد رحم الطين معجزة وهو حاميهم المتفرد بكمال خلقته إيراث الذى جلب لهم أولا الأم والمعلمة التى تعلموا على يديها الكلام بعد أن كان حديثهم إشارات وأصوات.
الصراع فى الأحداث تفاوت بين الشد والجذب وبين القبول والرفض فى علاقتهم مع إيراث وأولا أو بين سعيهم المستمر للحصول على الطعام والأمان ، أما حروبهم مع الوحوش الأسطورية ومناوشاتهم مع الآلهه فكانت أحداثا أخرى أضفت المتعة والقوة لهذا العالم الأسطورى .
والجزء الثانى تناول تعلمهم الكلام ،الرسم والتدوين ثم ولادة أولا لسبعة أبناء من الرجال هم بداية أبناء البشر وتوقف رحم الطين وهم قلب الماء ، روح السماء،صوت السماء ، الزارع ،حامل الأسرار، الرائى ، عين الحكمة لكل واحد إسم يرمز لصفة أو قدرة يحتاجها البشر لتعمير الأرض.( رسم شخصية الأبناء وصفاتهم فيه درجة من التشتت و التداخل وإحتاج من الكاتب إبراز أفضل بمميزات كل واحد وأيضا الأسماء كانت بحاجه لتصبح أكثر وضوحا ).
الصراع فى أحداث هذا الجزء كان بين الأبناء السبعة وكائنات الظلال و زلحاف ( إلتبس على الفهم فى هذا الجزء فى أكثر من نقطة )
،خلاف الإخوة على إيلا وقصتها مع قلب الماء( لكنه كان بحاجة لشرح وتوضيح أكثر) وانتهى الجزء الثانى بموت إيراث بعد حربه مع زلحاف .
أما الجزء الثالث السبعة أسفار سفر الطوفان ، سفر العمى ، سفر الملك، سفر الحكاية، سفر الملاك ، سفر التوحيد ، سفر العودة
(بداية تملكنى كقارئ إكتفاء من الرواية وتشبع من الفكرة والأحداث أوقن لو أن الأسفار كانت فى رواية منفصلة لكان شعورى تجاهها وإقبالى عليها مختلفا ) تحكى الصراع بين الأولاد السبعه وبين مخلوقات الظلال والرحلة التى قاساها كل منهم فى التيه ليجد هويته.
✍🏻توقفت أمام منطقية بعض المصطلحات
١.فتات : كيف وطعامهم عسل من ورد
٢.النقص فى خلقة الرجال الأوليين ( اعوجاج الأجساد والتصاق البطون بالأفخاد ) كيف لم يصبح هذا عائقا للحياة وأحداث الصيد والقتال .
٣.أكواخ ،مشاعل ، دلو ، عصا ، سياط ، رمح حديد ، زيت زيتون مقطر،ورد مقطر، طاحونة ، أجران ، ثوب أسود ، قنديل : أعتقد تعد أدوات ومصطلحات متقدمة عن البشر البدائى وبالفعل فى فقرات لاحقة يؤكد الكاتب بدائيتهم وأن أدواتهم مجرد أدوات بدائية من عظام وقشور وجلود الحيوانات .
✍🏻 فى النهاية نحن أمام فكرة مختلفة وإخراج متميز لها وكانت إيراث أول قراءاتى للكاتب أدهم العبودى ولن تكون الأخيرة فأنا أحمل الآن بداخلى الكثير من التشوق والترقب لقراءة باقى أعماله .