هذه الرواية تُعد من السير الذاتية للبحر، ولكل من كان يُقدّسه ويعيش له، وفيه، ومن أجله. تصف الرواية كيف كان البحر في الماضي، وما أصبح عليه في الحاضر حينما أحاطته الحضارة والصناعة من كل جانب. وكيف أن البحر مليء بالقصص، والأساطير، والخرافات التي نشأت منه وله، فكوَّن حيوات ومجتمعات مختلفة.
تتأمل الرواية كيف أننا حين تمرّدنا، وأنشأنا الجزر الصناعية، وخنقنا البحر بالحديد والتراب، فإن البحر، في نهاية المطاف، سيثور ويعيد كل شيء كما كان عليه قبل الثورة الصناعية والنفطية وغيرها.
من أفضل القصص التي أعجبتني في هذه الرواية، القصة الافتتاحية لسليمة، التي داست على دم أحد الأشراف، فأصابتها لعنة تطاردها وتجبرها على الهرب، حتى اتخذت البحر ملجأً ومنجًى من الذين يسعون للانتقام منها. تمنّيت لو أن بقية الرواية وسرديتها استمرت على هذه الوتيرة.