شيء من الحرب: قراءة مختلفة لما بعد نكسة 1967
في ظل التسريبات الأخيرة المتعلقة بالرئيس جمال عبد الناصر، لم أشعر بالدهشة، بل فهمت أن شخصية عبد الناصر كانت مقسمة إلى جزأين: ما قبل نكسة 1967 وما بعدها. وهذا أمر طبيعي لأي شخص يمر بأزمة فارقة في حياته، فكيف برئيس دولة تواجه انهيارًا؟ اليوم، لن أتحدث عن التسريبات أو شخصية عبد الناصر التي تناولتها مئات الكتب، بل سأتحدث عن كتاب “شي من الحرب” الذي أدهشني بأسلوبه وأفكاره
رؤية مختلفة عن النكسة:
الكتاب يقدم رؤية مختلفة للنكسة، بعيدًا عن النظرة التقليدية للنكسة وما بها من أمور حول القادة هي تتحدث عن معنويات الشعب المصري وكيفية رفع تلك المعنويات وتحول مسار القيادة لكي تكون اكثر انفتاحا على المجال العام …
هو احنا هنفضل فى النكد ده:
في الكتاب بيخلينا نشوف اجتماعات مجلس الوزراء، مش اجتماعات تقليدية عادية، بل ممكن نتكلم فيها عن أفلام، أغاني، حاجات كانت ممنوعة، ومعارضة بشكل غير مباشر.
يمكن ده بداية انفتاح عبد الناصر وشخصيته على الحوار مع الآخر وتقبل الرأي الآخر.
هتلاقي ساعات كتير شخصيات من الوزراء في الاجتماعات دي أصعب من شخصية عبد الناصر وقياصرة أكتر من القيصر نفسه! بس كل ده بيخلينا نشوف إزاي الشخص يتغير.
موسيقي بيتهوفن والفريق فوزي
عبد الناصر كان في أحد الاجتماعات اللي أعقبت النكسة قال للوزراء انه اجتماع سري ، ومحدش يجيب سيرة الكلام ده حتى لمراته، والكل اعتقد انه هيتكلم عن اي حاجة ليها علاقة رئيسية بالحرب.
بدأ يتكلم:
“هو ليه كل حاجة فيها نكد؟ هل ده هيساعدنا نحارب؟”
وذكر أمثلة عن بريطانيا والحال في الحرب العالمية الثانية. هل بريطانيا قفلت؟ لا، استمروا في سماع الأغاني والأفلام.
هنا الوزير ثروت عكاشة قال إنه عاش الفترة دي، وإن الراديو كان يعرض أغاني وموسيقى، بيتهوفن الخامسة كان أحد أسباب النصر.
عبد الناصر بهزار قال:
“طب خلاص ندى موسيقى بيتهوفن الفريق محمد فوزي!”
.
نقطة التحول: السينما كأداة للمعارضة
بدأ الانفتاح واحدة واحدة حتى الافلام الممنوعة بدأت تتعرض مرة تانية بدأت تتحول لنوع من أنواع المعارضة تخيل فيلم أو مسرحية يصبح اداة للمعارضة بشكل جديد الحياة بقيت قادرة اننا نتكلم بس الرقابة وأدوات الرقابة اللي بتمنع تخيل افلام زي شي من الخوف وثرثرة فوق النيل وافالم تانية والمتمردون ومسرحية البغل فوق الطريق كلها تتعرض وقت عبد الناصر يعني مفيش أحزاب تعارض لكن في افلام توجه هل السينما فعلا ممكن يكون ليها تأثير انها تحسن من أداء السلطة وتكون معارضة طبعا دلوقتي لما هتيجي نتكلم عن هي فوضي مثال ما ده نفس النموذج اللي احنا ثورنا عليه في يناير
افلام السيكو سيكو:
في اجتماع من اجتماعات مجلس الوزراء، كان فيه كذا فيلم معروض، وأحد الوزراء اعترض على وجود مشاهد جنسية في الأفلام، وقال:
“إزاي ده يحصل؟”
وفعلاً تم رفع سن المشاهدة للكبار فقط.
حتى ابن عبد الناصر قال في حديثه مع عبد الناصر وده تحدث عنه عبد الناصر في الاجتماع وقال على لسان ابنه:
“خلوا الجهادية من 18، والأفلام بتاعت الكبار من 21.”
الوزير كمل اعتراضه وقال إن ده مش مناسب وقيم المجتمع.
الكلام ده بيشبه اللي بنسمعه اليومين دول.
لكن عبد الناصر خد الموضوع بسخرية، وسأل الوزير:
“انت عندك كام سنة؟”
قاله: “49 سنة.”
قاله:
“خلاص، هنخلي الفيلم لمن عندهم 50 سنة، واديك انت قربت!”
تخيل إن ده كواليس اجتماعات مجلس الوزراء مش الكواليس العادية.
حفلات عبد الحليم وام كلثوم
مينفعش نتكلم عن الكتاب ومنتكلمش عن جزء مهم ودعم المجهود الحربي الجيش المصري حفالت أم كلثوم وعبد الحليم مكنتش مكتفية بمصر فقط ده كانت بتعدي مصر كان يسافرون كل حتة ويلموا فلوس لصالح تسليح الجيش المصري تخيل كده ان ام كلثوم لما راحت االتحاد السوفيتي وسألها وزير هتعملي اي لو الجيش المصري كسب بالسلاح السوفيتي قالت انها هتغني في شوارع موسكو ببلاش
الأغاني الوطنية
كان في مشكلة فالوقت ده الأغاني الوطنية من بعد النكسة والمغنيين مش عارفين يغنوا نفس نوعية الأغاني ده في قيادات اتحكمت بسبب النوعية ده من الأغاني ومش منطقي نعيد الكرة تاني وده الي عملوا المسئولين وقتها طب احنا في حرب ومحتاجين اغاني وطنية وهنا كان اعتراض عبد الحليم علي المسئولين بما انهم منعوا لي اغنية وطنية اللي هوا لية أصلا نمنع حاجة زي كدا هو أنا بغني لحاجة خرجة ده كان رد عبد الحليم وقتها على المسئولين.
يعني لكن من بعد مذبحة البقر وبدأت رجوع موجة الأغاني الوطنية وكانت البداية مع شادية وعم صالح جاهين بردو احنا اه انهزمنا بس مكنش بسبب الأغاني الوطنية أو التشجيعية حتى السبب اكبر من كدا
خاتمة
متحكمش عن شخص من كتاب واحد أو رواية واحدة أنا وانا بقرا كان عندي صور ذهنية كتير عن الفترة ده الكتاب ساعدني على تدميرها اي حد لو حابب يقرأ عن الفترة ده انصحه انه يقرأ الكتاب ده لانه هيديه رحلة حقيقية في عالم ما بعد النكسة واشوفكم المقال اللي جي عن كتاب …
تقييم الكتاب: ⭐⭐⭐⭐
اسم الكاتب:محمد توفيق
الناشر: دار ريشة للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 340 صفحة
“هل قرأت هذا الكتاب؟ ما رأيك في رؤية ما بعد النكسة التي يقدمها؟ شاركنا تعليقك!”