لا تقولي أنك خائفة > مراجعات رواية لا تقولي أنك خائفة > مراجعة Sarah Bzeih

لا تقولي أنك خائفة - جوزبه كاتوتسيلا, معاوية عبد المجيد
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

⁨ ⁨ ⁨ اسمها سامية يوسُف عُمر.

"لا تقولي أنّكِ خائفة يا سامية، والا ما تخافينه سيتعاظم حتى يهزمك."

كلّ ما أرادته في الحياة كان أن تركض. لم تطلب الكثير. لم تحلم بالشهرة، ولا بالثراء. كان لديها فقط حلمٌ صغير، نقيّ: أن تمثّل بلادها التي التهمتها الحرب والخوف… في الألعاب الأولمبية.

منذ كانت في الثامنة، كانت تركض في شوارع مقديشو المبعثرة بالزجاج المكسور، والحديد، والركام. كانت قدماها تعرفان الطريق رغم الحطام، وكان قلبها يعرف الإصرار. تركض بحذاء ممزق وأمل كبير، وعلى الدوام… كان بجانبها “علي”، صديقها، مدرّبها، ظلّها. هل كان حقًا صديق العمر؟ اقرأ لتكتشف بنفسِكَ كيف يخونُ المرءُ حتّى اخوته…لكنهما كانا يركضان، وكأن العالم كله يركض خلفهما.

ذلك البلد، الذي لا يعرف السلام، لا يرحم من يحلم. كان يتحدث باسم الدين، ويقتل باسم الدين. شيئًا فشيئًا، انطفأت الموسيقى، اختفت الالوان، فُرض البرقع الأسود على النساء، وتحوّل الشباب إلى وقود بين البنادق والدبابات. أصبح الركض جريمة، وكأن الأمل نفسه صار تهمة.

لكن سامية لم تتوقف. كانت تركض ليلًا، في الخفاء، في الخطر، لأن في داخلها شيئًا لم تستطع الحرب أن تطفئه: حلم.

وعندما أدركت أن الأرض التي وُلدت عليها لن تمنحها شيئًا، قررت أن تخوض الطريق الأخطر. وثقت بالمهربين، وحملت حلمها في كيس صغير، وبدأت رحلتها نحو الضفة الأخرى. لم تكن تعرف أن الطريق مغطى بجثث الحالمين، لكنها مشيت. مشيت لأنها لم تكن تعرف كيف تستسلم.

قصة سامية موجعة. تُجبرك أن تتوقف، تأخذ نفسًا، وتفكّر. كيف يمكن لإنسان أن يحمل هذا الإصرار وسط هذا الجحيم؟ كيف يُولد الحلم في قلبٍ مُحاصر بهذا القدر من الظلم؟

سامية لم تكن فتاة من الصومال فقط. كانت صورة كل من قال له العالم: “مستحيل”، فقال هو: “سأحاول”. كانت إلهامًا، كانت قوة، وكانت خنجرًا صغيرًا في قلب الظلم الكبير.

قصة سامية حقيقية. الدموع التي نذرفها ونحن نقرأها حقيقية. والانكسار الذي تتركه خلفها… حقيقي.

هي من تلك القصص القليلة التي تضع الحياة في مكانها الصحيح. تذكّرك أن ما نملكه ليس قليلًا، وأن الحرية ليست أمرًا عاديًا. وتقول لك، بكل هدوء، إن في هذا العالم من يدفع عمره ثمنًا لحلم.⁩

⁩⁩

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق