يترافق مع قراءة فصول رواية الشر الأخير في الصندوق مشاعر الحزن الدافىء ، الحزن الذي يرافقه الامل، مرة بخجل وأحيان أخرى بقوة ليعلو صداه ويكون هو في الصدارة..
الرواية تقاوم الموت و تجعلنا نفهمه، نقترب منه لتمنحنا حياة جيدة تأتي من ركام الخراب .
فكرة الموت في الرواية ومدى تأثيره على الاحياء اراها عميقة في هذا الاقتباس
"لايموت الإنسان الا اذا مات كل من يعرفونه بعده، اما عندما تبقى أرواح معارفه تتنفس الوجود فإنه يبقى ينبعث من قبره كلما ذكره احد، الناس لا ينسون موتاهم يتناقلون أخبارهم من جيل إلى جيل وهو ما يعني ان الموتى يبقون الى الابد ما بقيت الحياة انه بقاء مؤكد يضاف إلى ما يقال عن الآخرة"
"لماذا تكون الحياة ذنباً لماذ يمجد الموت الى هذا الحد وتقام له النصب وتقدس ذكراه بينما ينظر الى الحياة على انها ذنب لاسبيل الى غفرانه".
وعن خيارات الحياة في العراق والثنائية بين معسكر لا ومعسكر نعم والصراع السياسي الدائم نذكر الاقتباس
"الخط الفاصل بين معكسر نعم ومعكسر لا خط حزبي سياسي لاغير خط لايأبه بشىء الا تثبيت الموقف في معركة ضارية جائزتها السلطة السياسية من قال ((لا)) رد على البعث بمنطقة فلم يمنحه الإيماءة التي يشترط بها الولاء هل يستوى كل من خضع للنظام في ذنبه وخياتنه لقيم الحق والعدالة هل من بديل لهذه المسطرة السياسية المولعة بالايماءات والمواقف الرمزية بصرف النظر عما يبطن القلب ، الهاربون في معكسر ((لا)) عبروا الحد الفاصل لكي يرسلوا للنظام إيماءه سياسية ولكن قلوبهم تنطوي على غضب من تخبط قادتهم الذين زجوا بهم في المحرقة وخرجوا قبلهم من البلاد"