استهللتُ تحدّي القراءة بهذا العمل، وكانت بداية عند القمّة.
“موت مستحق” ليست مجرّد رواية جريمة، بل متاهة نفسية تنسج خيوط الغموض بذكاء، وتدفع القارئ إلى الشك في كل تفصيل.
القاتل ليس شخصًا عاديًّا؛ إنّه عقل بارع، بارد، ومنظَّم إلى حدّ يثير القلق. والأهم أنّه لا يقتل عشوائيًّا؛ كل ضحية شخصية مشهورة، ومن بينهم أقرب الناس إليه. وراء كل جريمة فكرة وأسلوب وتنفيذ بالغ الدقّة.
الرواية تطرح سؤالًا جوهريًّا: ما الذي قد يدفع إنسانًا عاديًّا إلى أن يتحوّل إلى قاتل يخطّط بدم بارد؟ الدافع وراء جرائمه يحمل بُعدًا نفسيًا واضحًا.
وكل إنسان هو نتاج طفولته وشبابه، وما نقوم به لاحقًا ليس سوى محاولة لفهمها، أو تجاوزها، أو حتى تعليق أفعالنا على الطريقة التي نشأنا بها والأشياء التي لم نحصل عليها.
الشخصيات متقنة البناء، وخاصة شخصية المحقّق والصحافية، اللذين يرافقان القارئ خطوة بخطوة في اكتشاف خيوط الجريمة. الحوارات سريعة وواقعية، وتحافظ على إيقاع مشوّق بلا لحظات ملل.
★★★★☆
رواية ذكية، مشوّقة، ذات بُعد نفسي، وتترك القارئ يطوي الصفحة الأخيرة بعينين مفتوحتين على زوايا جديدة في المجتمع.