من اللحظة الأولى، لفت نظري استخدام الكاتب للأرقام كأبواب وكمراحل، واللي خلاني كقارئة أدخل في حالة تفكير:
هل الأرقام دي مجرد ترقيم تسلسلي؟
ولا وراها رموز كونية وأبعاد نفسية عميقة تعبر عن الشخصيات بشكل ما ؟
الفكرة دي نفسها – حتى لو مكنتش دايمًا واضحة – كانت في مصلحة الكاتب، لأنها فتحت باب التأمل والربط ما بين كل "باب" وكل "مرحلة إدراكية"، وده جزء من متعة القراءة اللي تخليني احاول اوصل للنهاية وان كانت هناك بعض التحفظات أفقدت الرواية جاذبيتها من رأيي:
تكرار الشخصيات:
كل شخصية بتحكي تجربتها في "بابها" بنفس النمط،رغم اختلاف خلفياتهم. وده خلى الحكي رتيب وممل، حسيت إن الشخصيات فقدت معناها وتأثيرها. ومحستش بتلامس مع اي شخصية،رغم سهولة اللغة لكنها افتقرت للتمايز.
الترابط المصطنع قبل النهاية:
فجأة لقيت الشخصيات بتلاقي بعض، وكأن الكاتب قرر يربطهم علشان يلمّ الرواية، وده حسّيته ضعيف وغير مبرر، أقرب لحواديت الأطفال اللي بتحصل فيها صدفة غير منطقية.
كقُرّاء، بنستحق سبب درامي حقيقي يخلي الترابط ده مقنع ومؤثر.
العاطفة في النهاية:
النهاية نفسها فيها نوع من الإثارة، وده كان جيد، لكن إدخال العاطفة بشكل ساذج أو "سمج" شوية، خلى مشهد النهاية نفسها تفقد قوتها الرمزية اللي الرواية كلها كانت بتمهد لها.
المادة الخيالية كانت لطيفة، وكان في نوع من الترابط التدريجي خلقه الكاتب من خلال حكايات الأرقام. كل رقم حكى جزء من الرحلة، ومع الوقت بدأ يتضح إن البداية كانت بتقودنا للنهاية بشكل دائري، وده عجبني