هكذا هي الحرب ضحيتها الأولى هو الإنسان، فلقد سرقت منا أحلامنا وأعمارنا وطموحتنا،
"عمى الذاكرة" للكاتب حميد الرقيمي رواية فيها رسمت مشاهد حرب أدمت طموح الوطن ومواطنيه وبالأخص فئة الشباب منه، وقولبها في حكاية بطلها "يحيى" مجهول الهوية والنسب، مشرد النشأة، معذب الذكريات، وكل ذلك بسبب الحرب القديمة والحديثة.
بلغة متراصة أبرق ضوء قلمه على الأحداث الأخيرة في اليمن وكيف حطمت حياة الكثير من الشباب، وحرص على أن يخلد معاناة الهاربين إلى حياة أفضل عبر رحلات الموت إلى أوروبا وكل يسلك طريقاً مختلفه عبر الصحاري القاحلة والبحار متلاطمة الأمواج والليل البهيم وتحت رحمة عصابات التهريب.
وبرغم أهمية المواضيع التي تطرق لها الكاتب إلا أنه باعتقادي كانت الرواية تحتاج إلى إشباع لبعض فصولها وخصوصاً رحلة الموت إلى أوروبا كي تصبح الرواية أكثر ثراءً بالمواقف المؤثرة خصوصاً أن مادتها جاهزه وهم مئات المسافرين من مختلف الجنسيات.