رحلة في ثنايا القرن العشرين، من بعد الحرب العالمية الثّانية، في مدينة سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك حاليا، تلك المدينة التي حملت تناقضات الأفكار وأنماط الحياة والتقاليد ؛ بين الدين والعلمانية، الانتماء للثّقافة العثمانية والتّغريب، صراع الطّبقات والمساواة، حياة المثقّفين وغير المهتمين بالثقافة.
تغوص بنا الكاتبة عبر ذكرياتها بطريقة سلسة وجذابة ولا تخلو من الجرأة وغير المألوف، لنتعرف عن كثب لحياة الناس في مدينة سراييفو عبر تجاربها الخاصة ومشاهداتها لتلك المرحلة.
الجزء الثاني من الكتاب هو مجموعة آراء ونقد فكري وفني لأشهر السّياسيّين والكتّاب والفنّانين الذين مرّوا بحياة الكاتبة، وأغلبهم من يوغسلافيا السّابقة، بعضها اصبح مشهورا مثل رادوفان كراجيتش المدان بارتكاب التّطهير العرقي، وأمير كوستوريتسا المخرج المشهور الحائز على جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان.
بالنسبة للقارئ العربي، أحد الكتاب قيّما جدا، لأنه يطرح تساؤلات ما زالت تطرح في عالمنا العربي ، عن الدين الإسلامي والصّوفية، دور الفن في صياغة الوعي العام، الأفكار الكبرى واصطدامها بالواقع، عن حياة اللاجئين وظروف الحرب والحصار…