حافة رطبة > مراجعات كتاب حافة رطبة > مراجعة Youmna Mohie El Din

حافة رطبة - عزة سلطان
تحميل الكتاب

حافة رطبة

تأليف (تأليف) 4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

حافة رطبة – قراءة في مجموعة قصصية لعزة سلطان

هذه هي المرة الأولى التي أقرأ فيها للكاتبة عزة سلطان، وكان ذلك بدافع الحماسة للمشاركة في مسابقة فنجان قهوة وكتب. ورغم شعوري بفتور القراءة الذي أصبح ملازماً لأيامي، إلا أنني وجدت نفسي مضطرة إلى الالتفات للكتاب، والانفصال عن الواقع قليلًا، علّني أعود إلى نقطة راحتي بعيدًا عن الضغوط اليومية.

ما لفتني في هذه المجموعة أن صفحاتها خفيفة، يمكنني استغلال وقتي لقراءتها بسهولة. هي تحكي عن هموم النساء في الغربة، باختلاف دوافع الاغتراب، وأسباب الألم، والحنين إلى الوطن. ورغم تنوع الجنسيات، إلا أن الحكايات تتلاقى في نقاط الوجع والأمل.

قصة المكالمة الضائعة

قصة جميلة وخفيفة، رغم أنني لم أتمكن من فهم أسبابها العميقة التي تتعلق بإدمان التدخين. ربما كان ذلك مجرد رمز، أو إشارة عابرة، لكنها تركت أثرًا غير مباشر.

اتجاه واحد

تتناول سيدة تبحث عن عمل وسط غربة الروح، حيث الألم، والجوع، والعطش في شوارع لا تعرف الرحمة. لكنها مع ذلك، تمسكت بالأمل. نهايتها كانت مفتوحة، كأنها تترك المجال للقارئ ليكمل الحكاية بما يشاء من أمل أو خيبة.

الظل التائه

تحكي عن وجع الرفض بعد مقابلة عمل، والمراقبة الصامتة للمارة، وللفتاة الهندية التي كشفت بطنها – حسب التقاليد لا العادات – وهي صورة أثارت فيّ شجنًا، ربما لأنني أحب الأفلام الهندية. النهاية جاءت مؤلمة، تشبه تجربتي الخاصة، حين اعتدت على رفض مقابلات العمل.

جدتي التي عادت

قصة فتاة تحلم بالعمل، فيما تحضر روح جدتها المتوفاة بكلماتها التي كانت تحميها من الحسد والعين. ظلت الفتاة تحتفظ برغبتها في العمل كسر دفين، وراحت تتذكر قصة الخضر وموسى، وكأنها تعيد قراءة الألم من جديد. النهاية تركت أثرًا داخليًا موجعًا.

سرير بجانب النافذة

قصة حزينة، تتحدث عن فتاة حُذفت سيرتها الذاتية من بحث الماجستير، وتخيلت علاقة غير حقيقية مع زميل في العمل، كان من المفترض أن يدعوها إلى غداء مهني. لم تحصل على راتبها رغم جهودها في مركز التدريب. شعرت بالانزعاج من أفكارها، لكنها بدت إنسانية في لحظة ضعف عاطفي.

مشروب مجاني

من أكثر القصص التي أعجبتني. والدة عمر تبحث عن عمل، وتحاول بناء علاقات اجتماعية كما نصحها، رغم ضعف لغتها الإنجليزية. القصة تحمل خفة في السرد ودفئًا إنسانيًا صادقًا.

مقابلة شخصية

واحدة من أكثر القصص قسوة في نهايتها. تبدأ بأمل وتفاؤل، لكنها تنتهي بالخذلان والرفض. شعرت بألم الشخصية، وتذكرت تجربتي السابقة. القصة تُظهر هشاشة الإنسان في لحظات الفشل، وتختم بتساؤل عميق: هل الانتحار هروب أم نهاية؟ لكنها لا تحتفي بالاستسلام، بل تقدّس الشجاعة في الاستمرار رغم الألم.

حافة رطبة

القصة التي تحمل عنوان المجموعة، تتحدث عن ألم في الحوض، ورغبة في العمل تعثرت بعد ولادة ابنتها الأولى. عادت من خلال الحكاية إلى ذكرياتها، بأسلوب فصيح وسرد خفيف، يشبه الهمس الصادق.

رغم عشوائية القصص، واختلاف تفاصيلها، إلا أن الرابط الخفي بينها هو الحلم بالعمل، الذي يضيع في تفاصيل مقابلات تُجرى، ثم تُرفض. هناك خيط مشترك من الألم، والحزن، واليأس، رغم أن كل قصة لها ملامحها الخاصة.

لكن ما لاحظته أيضًا أن الأسلوب القصصي يبدو تقليديًا، ويخلو من التعبير الجسدي أو الانفعالي. كأن الشخصيات تتحدث دون وجه، أو دون حركة.

في الختام، وجدت في هذه المجموعة شيئًا يشبهني. الألم المتكرر، والرجاء المستمر، والانكسار الهادئ بعد كل محاولة، جعلني ألتقط أنفاسي بين قصة وأخرى، وكأنني أقرأ عن نفسي ولكن بصوت مختلف.

#عزة_سلطان

#فنجان_قهوة_وكتاب

#مسابقة_ريفيوهات_عزة_سلطان

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق